أسلوب وتصرفات معتادة من قبل أشخاص من ذوي توجهات معروفة، لطالما عملت على إثارة الجدل سواء في محيطها أو خارج حدود بلادها، أخرها تصرفات النائبة بمجلس الأمة الكويتي، صفاء الهاشم التي لا تُلاقي الترحيب من قطاع كبير حتى بداخل بلادها، التي تُعد واحدة من ضمن هؤلاء. «الهاشم» كثيرًا ما تتطاول على مصر ورموزها، من خلال تصريحات تطلقها إما أثناء جلسات بمجلس الأمة بين النواب، أو من خلال وسائل الإعلام المحددة التوجهات، وكونها شهيرة في استحدام مواقع التواصل الإجتماعي والتعامل معها، ولاسيما موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ فهي أحد الناشطين البارزين في الترويج لما تقول ونشره واسعًا، حيث يتلقف ما تقوله «الذباب الإليكتروني» الذي يسعى جاهدًا إلى تعكير صفو العلاقات بين دول المنطقة، من خلال بث الفتن ومحاولات إثارة الوقيعة، التي حذر منها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمة له في نهاية أكتوبر الماضي، موجهًا بوضع الإجراءات والتشريعات اللازمة لمحاسبة كل من يحاول المساس بسمعة أحد أو أمن واستقرار البلاد، واصفًا السوشيال ميديا بأنها أدوات للهدم.
ويتضح من قراءة المشهد أن أهل الكويت الكرام هم من يتصدون لتصريحات هذه النائبة ذات الأسلوب الغير لائق بما يتواكب مع كونها ذات منصب سياسي، ولعل رسالة الكاتب الكويتي، ناصر طلال ستظل خالدة وعالقة في ذهنها، فربما تذكرها من حين لآخر بمصر ومكانتها وما يربطها بالكويت من علاقات تاريخية وأخوية صلبة لا يمكن التأثير عليها بمثل تلك «المهاترات».
الرسالة التي نشرت في العام الماضي ، ووجها الكاتب الكويتي ناصر طلال لصفاء الهاشم، تكشف عن العلاقة الحقيقة بين مصر والكويت والتي لا يهزها أي شخص مهما كان حيث قال «يا صفاء، في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ، في زمانِ الفقر والعوزِ منذُ عشرينياتِ القرنِ الماضي حتى نهايةِ ستينياتِهِ، كانت سوريا العزيزة و العراق العظيم، ثم مصر الحبيبة في عهد جمال عبدالناصر، يرسلون إلينا طواقم المدرسين والأطباء و المهندسين على حساب حكوماتِهِم ، و تُدفَعُ رواتبُهُم من موازاناتها، ويفتحون معاهدهم وجامعاتهم لطلابنا وطالباتنا ويؤمنون لهم السكن ويصرفون لهم رواتب شهريةً».
وأضاف في رسالته: «يا صفاء، لو شَرَّحنا عقولَنا لَوجدنا في تلافيفها ما علمَنا إياه السوريون والمصريون والفلسطينيون وسواهم من أشقائنا… هؤلاء هم أصحابُ الفضل علينا ما حيينا. ونحن، يا صغيرة، مهما فعلنا فإننا لن نستطيعَ رَدَّ واحدٍ من مليون من أفضالهم علينا. وإذا كنتِ تعتقدين أنَّهم مُرتَزِقةٍ فاذهبي للاغتسال في بحارِ المغفرة ما بقي لكِ من أيامٍ في الدنيا، فهم يؤدون أعمالاً و يتلقون أجراً عليها، وهم أسهموا ويُسهمون في بناء بلادنا، ولو كنا نتحدث بعدالةٍ لَوَجَبَ علينا منحهم الجنسيةَ بعد قضائهم خمسة عشر عاماً، أوعلى الأقل أنْ نمنحهم الإقامة الدائمة غير المَشروطة» .
وتابع: عندما تتحدثين عن الوافدين، تذكري يا صغيرة، أنهم بشرٌ مثلنا و فيهم كثيرون أفضل منا… هذا الشقيق العربيُّ، والشقيقُ المسلمُ، والأخُ في الإنسانية، مهما اختلفت أعراقُهم وأديانُهم هم بشرٌ يعملون ويبنون ويسهمون في كلِّ النشاطاتِ بجدٍّ و اجتهادٍ وشرفٍ، وكما هم بحاجةٍ للعمل فإنَّ حاجتنا إليهم أعظمُ ، فلا تتعنطزي عليهم و كأنَّ البشرَ عبيدٌ عندكِ، فوالله إنَّ الممرضة الفلبينية ماري ، والعامل النيبالي راما، و الطبيب المصري سيد، والمهندس السوري حسان، والمدرس الفلسطيني عاطف ، و المدرب الجزائري الأخضر، و و و ، هم في عيوننا، ونحترمهم، ونريد لهم حقوقاً أكثر.
واستطرد: أتعلمين، يا صغيرة، أنَّ القوانينَ في قطروالكويت بخاصة أقرت الالتزامَ بالقانونِ الدولي بشأن العَمالةِ الوافدةِ ؟… أتعلمين، يا شابةً في الستين، أنَّ دراسةً قُدِّمَتْ إلى رئاسة مجلس التعاونِ بشأنِ التجنيس والإقامةِ الدائمةِ لحاملي الجنسياتِ العربية الذين ولدوا أو يقيمون في دول الخليجِ منذ خمسةٍ وعشرين عاماً؟ وأنَّ إحدى الدولِ قامت بإعدادِ كشوفٍ للعملِ بالدراسةِ سواء أُقِرَّتْ أم أُجِّلَ النظرُ فيها؟.
وتوجه الكاتب بالتحية والاحترامِ والتقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتي، وإلى الشخصياتِ والقامات السياسية والفكرية والدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رَفْضَهم للعنصرية، موجهًا حديثه إلى وجه الخير، الشاب الإنسان المتواضع البشوش المثقف، على توجيهاتِهِ بتعديل بعض القوانين الجديدةِ للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية والعدالة، وعلى توجيهاته باستثناء السوريين والفلسطينيين حملة الوثائق واليمنيين والعراقيين من كثير من القوانين الجديدة، متمنيًا أن يتم تضمين مناهج التعليم في كل المراحل الدراسية مادة جديدة مستقلةً هي حقوق الإنسان، لأنَّ العنصرية الخفيةَ تتآكلُ قلوبَ بعضنا دون أن يدركوا ذلك، بل لعلهم يدركونَ ويشعرون بزهو بسبب عَظَمَتِهُم الفارغة.
واختتم الكاتب بحديثه :«يا صفاء، عندما هاجر أجدادك إلى المغرب في بدايات القرن الثامن عشر، وعادوا بعد عقود طوال واستقروا في الكويت، كانوا بشراً وعرباً ومسلمين هناك، وظلوا بشراً وعرباً ومسلمين هنا، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعيٍّ عليك وعلى كثيرين؟… اذهبي واغسلي وجهك من المساحيق ثم انظري في المرآةِ لتستعيذي بالله مما سترينه».