الفوبيا أو الرهاب هي الخوف المرضي، غير المبرر والمبالغ فيه تجاه مؤثر أو حالة معينة، ومن أشهرها الخوف من المرتفعات، لكن هناك عشرات الحالات التي يشعر فيها المصاب بالفوبيا، برعب غير منطقي وكلنا رأينا أشخاصا يصعدون السلم حتي الطابق العاشر مثلا تاركين المصعد بسبب نوع من الفوبيا، كما أن البعض منا يصاب دوما بفوبيا آخر الشهر وربما نصفه! ومع ذلك فقد أضاف المسئولون عندنا نوعا مستحدثا من الرهاب، هو ما يمكن أن نطلق عليه رهاب القطاع العام، أو الخوف المرضي من بقاء شيء مملوك للشعب، حيث يصاب المسئول عندنا بحالة فوبيا حادة إذا لمح أو سمع أو حتي تخيل وجود شيء لم يتم التخلص منه بالبيع، وبأي سعر ولأية جهة وبأسرع ما يمكن حتي تهدأ الاعصاب وتستقر الحالة فور زوال المسبب والألم المتمثل في بقاء شركة هنا أو مصنع هناك ولا عزاء للمالك الأصلي. وكمثال للحالة المذكورة لدينا «حدوتة» الأسمنت وهي حدوتة تضحك اليتيم، فمثلا في يناير 2009 كان سعر طن الأسمنت حوالي 500 جنيه وفي مارس «بعد شهرين فقط» وصل إلي 700 جنيه. وقال م. حسب الله الكفراوي وزير التعمير الأسبق: مصانع الأسمنت التي كانت مملوكة للمصريين تم وضعها علي طبق من فضة وبيعها للخواجات ومنهم السيد «نتان» اليهودي.. وتم بيع المصانع للطلاينة والفرنسيين ليأخذوا الأرباح ونأخذ نحن التلوث! علي الجانب الآخر.. الخامات المصرية برخص تراب الأسمنت والعمالة والطاقة أيضا وبعضها مدعم مع منح السيد الخواجة تسهيلات وإعفاءات بحجة تشجيع الاستثمار، بعدها يقوم سيادته بالتخلص من العمالة المصرية مثلما حدث في شبين الكوم وغيرها، ثم يبدأ في تصدير الأسمنت مغلفا نظيفا إلي بلده ويتكرم بمنح مصر 20% تنزل أحيانا إلي 10% من الانتاج كي تباع في السوق المحلية وبسعر يتفضل بتحديده بمبدأ عالمية السوق ونظرية العرض والطلب، وتتلاقي مصلحة تجار الأسمنت المصريين مع هدف الخواجة المتمثل في ذبح وسلخ من تسول له نفسه البناء في مصر علما بأن تكلفة طن الأسمنت المصري لاتتعدي 200 جنيه!