مر ما يقرب أسبوع على تعرض الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال الذي كان كولونيل سابق في الاستخبارات الروسية لعملية تسمم في جنوبانجلترا، وتتصاعد الأزمة يومًا تلو الأخر بين روسياوبريطانيا بشأن الواقعة، خاصة بعد اتهام لندنموسكو إنها على الأرجح وراء اغتيال سكريبال. وكان سكريبال اعتقل عام 2006 في روسيا بعد أن أكتشف تجسسه لحساب المملكة المتحدة، وحكم عليه بالسجن 13 عامًا قبل أن يفرج عنه باتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين بعد 4 سنوات، وفي حين قالت لندن على لسان وزير خارجيتها إنها سترد بحزم إذا تأكدت وقوف دولة ما وراء العملية في إشارة إلى موسكو، ترفض روسيا هذه الاتهامات وتحمل مسئولية بريطانيا عملية التسمم كون الجاسوس الذي يعمل لصالح الأخيرة يتواجد هناك. وتعرض سكريبال للتسميم بواسطة فنتانيل وهي مادة أفيونية قوية للغاية، وبحسب وسائل إعلام بريطانية فأن الجاسوس الروسي حصل على 100 ألف دولار مقابل تزويد الاستخبارات البريطانية بأسماء الجواسيس الروس الموجودين في بريطانيا. ووصل التوتر أعلاه عندما اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الاثنين، تسميم العميل الروسي السابق بمثابة عمل عسكري على الأراضي البريطانية، قائله إن الجاسوس الروسي تعرض لتسميم بنوع من غاز الأعصاب تنتجه روسيا، مشيرة في كلمة لها أمام البرلمان إلى وجود احتمال كبير في تورط موسكو في عملية تسميم الجاسوس، ممهلة روسيا حتى اليوم لشرح ملابسات التسمم الذي تعرض له سكريبال وابنته يوليا. واستدعت بريطانيا السفير الروسي لدى المملكة المتحدة، لتوضيح كيفية إحضاء غاز أعضاب إلى سالزبيري وهي المدينة الإنجليزية التي سقط فيها الجاسوس الروسي وأبنته مغشيًا عليهما، حيث لا يزالان في حالة حرجة بوحدة العناية الفائقة في المستشفى، بدورها أكدت موسكو أن ما حدث في البرلمان البريطاني يعتبر مهزلة مضيفة أن تصريح ماي هو جزء من "معلومات وحملة سياسية تقوم على الاستفزاز". وما يثير القلق لدى الرياضيون هو تأثير الأزمة الحالية بين روسياوبريطانيا على كأس العالم المقرر بدءه في يونيو المقبل بروسيا، حيث يتوقع متابعون تبادل التراشق الإعلامي والسياسي بين الجانبين في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا، وردًا على تهديد بريطانيا بمقاطعة كأس العالم، قالت الخارجية الروسية في بيان أن مثل هذه التهديدات الاستفزازية تغذي المشاعر المناهضة لروسيا وهي ضربة للرياضة العالمية.
