قال الرئيس السودانى عمر البشير، إن التوقيع على الاتفاقية التاريخية (اتفاق المبادئ حول سد النهضة الإثيوبى)، بمثابة خطوة مباركة فى طريق إرساء الدعائم الراسخة للتعاون بين شعوب دول حوض النيل الشرقى بما ينعكس إيجابًا على توفير الأمن والاستقرار، وزيادة التعاون الاقتصادى وتحقيق الرفاهية للمواطن بهذه الدول. ووجه البشير فى كلمته الشكر إلى كل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والوفد المرافق له، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلا مريام ديلسالين والوفد المرافق، ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان جيمس وان ايجه والوفد المرافق، ورئيس وزراء جمهورية أوغندا رمانا موتامازى والوفد المرافق، وزير الدولة عبد الله بن محمد بن بنغباش بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف أن للخرطوم الشرف فى احتضان توقيع هذا الاتفاق الهام والعظيم، وإننى بالأصالة عن نفسى ونيابة عن شعب وحكومة السودان أرحب بكم أشد الترحاب، وأنتم تقدمون على عمل تاريخى غير مسبوق فى إطار الأزلية بين شعوبنا ودولنا الثلاث، ونتطلع دوما لعلاقات طيبة تقوم أساس الاحترام والثقة المتبادلة للوصول إلى تنمية مستدامة وحقيقة تساعد شعوبنا على خلق أرضية ثابتة للنهوض لمصاف الدول المتقدمة وتوفير سبل العيش الكريم والأمن والاستقرار فى إقليم وادى النيل. وتابع: "أن حكومة السودان إيمانا منها بحتمية التعاون وترسيخ أواصر الأخوة والصداقة والمحبة بين دول حوض النيل وتحقيق الوحدة والتضامن الأفريقى بين جميع دول القارة، قد وضعت فى مقدمة أهداف سياساتها تنمية وتطوير ودعم العلاقات الأزلية مع أشقائها بحوض النيل عموما، والحوض الشرقى على الخصوص، وهى علاقات ترتبط بالتاريخ والحضارة وتبنى على حاضر ومستقبل شعوبنا، ونحن اليوم بالتوقيع على هذه الاتفاقية التاريخية نكون قد مضينا خطوات مباركة فى طريق إرساء الدعائم الراسخة للتعاون بين شعوبنا وتعزيز ودعما للثقة والترابط بين شعوبنا ودولنا والتى تنعكس إيجابا على توفير الأمن والاستقرار، وزيادة التعاون الاقتصادى وتحقيق الرفاهية المواطن بحوض النيل الشرقى". وأضاف: "إننا نؤمن بأن التعاون هو السبيل الأوحد للتفاهم والتكامل التام بين شعوبنا وأنه بدون التعاون ستفقد شعوبنا الفرصة فى حياة كريمة راغدة، وعلينا أن نعمل جميعا لخلق أرضية ممهدة للتعاون، بحيث نؤكد معا أن المصالح الوطنية يجب أن لا تأتى خصما من المصالح الإقليمية المشتركة ومصالح الجوار الودى". واستطرد: "إننى إذ أشيد بما تم تحقيقه الذى تكلل باتفاق اليوم أتمنى أن يمتد هذا الاتفاق على كل أنشطة التعاون الخاصة مع دول حوض النيل من خلال الوصول إلى تفاهم حول مبادرة حوض النيل التى تفضى فى النهاية إلى اتفاق شامل يجمع كل دول حوض النيل، ويدفع عجل التنمية لمواردها المائية لتحقيق تطلعات شعوبها فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئة لتأمن سيادتها وتقدمها واستغلال نهضة وحرية قرارها". وقال: "إن التعاون مع دول حوض النيل يمثل جسرًا للترابط والتواصل بين دول الحوض المختلف وأيضا مع أفريقيا، فإصلاح ودعم وتعزيز هذا التعاون والاتفاق حوله، سينصلح حال اقتصادنا وشعوبنا، وبالتوقيع على هذه الاتفاقية نؤكد الالتزام والاستمرار فى التفاوض للوصول إلى اتفاقيات تفصيلية، لتفصل ما أجمل فى هذه الاتفاقية، كما أننا على ثقة بأن نضمن ألا تكون فى هذه الاتفاقية وفى هذا التعاون ما يضر بمصالح الشعوب للدول الثلاث وأن يكون التعاون والمنفعة هو الأساس فى هذه الاتفاقية". واختتم كلمته قائلاً: "واسمحوا لى أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للوزراء والخبراء الذين قاموا على أمر هذا الاتفاق، وأشيد بما قدموه من جهد وتفانى وصدق وإخلاص، وأيضا أجزل الشكر للحضور الكريم الذى يؤكد عمق التزامكم تجاه قضايا شعوبنا، والشكر كذلك لشركاء التنمية، الذين ظلوا يدعمون كل أشكال التعاون المثمر بيننا، وسيظل السودان القلب النابض بالمحبة والوفاء والسلام والإخاء لهذا الإقليم الزاخر ولأفريقيا والرخاء لشعوبنا جيمعا".
