تطورات سريعة ومتلاحقة تلك التى تشهدها اليمن خاصة فى محافظات الجنوب منذ أمس الأول، حينما استطاعت قوات الجيش المؤيدة للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى واللجان الشعبية الجنوبية من اخماد التمرد الذى حاول العميد عبد الحافظ السقاف قائد فرع قوات الامن الخاصة فى عدن القيام به واحتلال مطار عدن وهو الامر الذى لم يكن سهلا على جماعة أنصار الله الحوثيين الذين أيدوه فى رفض قرار الرئيس بإقالته فقامت طائرات من صنعاء بقصف القصر الرئاسى فى عدن مقر هادى فى خطوة لاقت استهجانا من كافة القوى سواء فى اليمن أو خارجها وقد سارع هادى الى عقد اجتماع للجنة الامنية العليا فى عدن وأصدر أوامره لكافة وحدات القوات المسلحة والامن فى اليمن بعدم تلقى أوامر من صنعاء وحتى رئيس اركان القوات المسلحة ونائبه واللجنة الامنية العليا الى شكلها الحوثيون وهو أمر لن يستطيع تنفيذه على الوحدات الموجودة فى المحافظات التى يسيطر عليها الحوثيون وهو يدرك ذلك تماما ولكنه يريد نزع شرعية اى أوامر توجه لهذه القوات فى محاولة لاستقطابها الى صفه . وشهدت محافظة لحج تطورات غريبة أمس فقد سيطر عشرات من المسلحين من تنظيم القاعدة على محافظة لحج بعد انسحاب قوات الأمن الخاصة منها وقيامهم بنهب المؤسسات الامنية والحكومية . وتقول مصادر محلية فى لحج التى تبعد عاصمتها الحوطة عن محافظة عدن بحوالى 27 كيلومترا أن قوات الامن الخاصة المكلفة بحماية المنشأت الحكومية انسحبت بشكل مفاجىء صباح أمس من مدينة الحوطة عاصمة المحافظة مما سهل لعناصر القاعدة الدخول الى المديبنة والسيطرة على المنشأت الحكومية ومبنى الامن السياسى والشرطة ونهبها وقامت هذه العناصر برفع أعلام القاعدة وجابت المدينة وهى ملثمة فى استعراض للقوة . وفى المساء قامت عناصر القاعدة بالانسحاب بشكل مفاجئ بعد الانباء التى ترددت عن قيام عناصر اللجان الشعبية الجنوبية المؤيدة للرئيس اليمنى بالتوجه للمحافظة لإعادة الأمن اليها . وتقول مصادر محلية إن قوة من الجيش اليمنى تساندها عناصر من اللجان الشعبية تحركت من عدن نحو المحافظة بأوامر من اللواء محمود الصبيحى وزير الدفاع لتطهيرها وأن هذه القوات قد وصلت الى المدينة فجر اليوم وقامت بتمشيط المنشأت الحكومية لتأمينها . وفى تطور غير بعيد عما يجرى فى عاصمة المحافظة شهدت قاعة "العند" الجوية تطورات هامة اذ أكدت مصادر عسكرية بالقاعدة أن العقيد عتيق العنسى قائد القوات الجوية بالقاعدة غادرها ومعه عددا من حراسه ومرافقيه وترك القاعدة للمؤيدين لوزير الدفاع وأصبحت تحت سيطرتهم وأكدوا تأييدهم للرئيس اليمنى واستعدادهم لاى أوامر توجه لهم . وفى محافظة تعز الشمالية المجاورة للحج والتى تبعد عنها حوالى 141 كيلومترا وصلت تعزيزات من قوات الأمن الخاصة أغلبها من الحوثيين الى المحافظة بطلب من وزارة الداخلية وقيادة القوات الخاصة فى صنعاء قدرتها مصادر محلية فى تعز بحوال 600 ضابط وجندى بأسلحتهم وأستقرت فى معسكر القوات الخاصة بالمحافظة .. وكانت اللجنة الامنية فى تعز قد رفضت دخول أى قوات الى أراضيها حتى لا يكون ذلك مبررا لقوات جهات أخرى بدخولها مما يؤدى الى حدوث قتال بها .. وعى الفور قام شباب وناشطون ومقاتلى القبائل الرافضة لوجود الحوثيين بالتمركز أمام المعسكر لمنع خروج أى من القوات منه والمطالبة برحيلهم . كما أكد الشيخ سلطان السامعى عضو مجلس النواب اليمنى أن من أرسل كتائب الى تعز بهدف اجتياح عدن يطوى الحبال حول عنقه للانتحار وتعز لن تكون هذه المرة مع غزو الجنوب وهى مع الوطن وليست تابعة لاحد . وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أرسلت الى السلطات المحلية بالمحافظة طلبا يفيد بأنه تم ارسال قوة لتعزيز فرع قوات الامن الخاصة بتعز وطلب بتوفير الحماية اللازمة له . ودخل تنظيم "داعش" الارهابى الذى أعلن الحرب على الحوثيين على خط الازمة بين هادى والحوثيين ووجه أمس الجمعة ضربة مؤلمة الى الحوثيين بتفجير مسجدين تابعين للجماعة فى خطوة يخشى منها جر اليمن الى حرب مذهبية أسفرت عن مقتل 142 من المصلين الابرياء الذين تواجدوا فى المسجدين لاداء صلاة الجمعة مع ابنائهم الاطفال ولا شأن لهم بأى نشاط سياسى وهى المرة الاولى التى يستهدف فيها ارهابيون مساجد فى اليمن فيما تم احباط محاولة ارهابية ثالثة فى مسجد الهادى بصعدة بعد أن أشتبه حرس المسجد فى الارهابى ومنعوه من دخول المسجد واقتادوه الى مبنى البحث الجنائى وهناك أنتهز فرصة تركه وحيدا وفجر نفسه. وحمل مسئولون فى الجماعة الرئيس هادى المسئولية عن هذه الجرائم بافراجه عن عناصر ارهابية منذ وصوله لعدن كما حملوا السعودية وأمريكا المسئولية أيضا وان كان بيان المجلس السياسى لانصار الله لم يذكر السعودية بالاسم وحمل أطرافا اقليمية المسئولية بالاضافة الى أمريكا . ويخشى اليمنيون أن تؤدى التطورات السريعة التى تشهدها البلاد الى حدوث حرب بين الرئيس هادى والحوثيين خاصة وأن هناك نقاط تماس بين الحوثيين والمؤيدين للرئيس فى مأرب والبيضاء وتعز بالاضافة الى الاوضاع المتوترة فى الجنوب وقد تنفجر الاوضاع فى أى نقطة من هذه المحافظات لا يمكن السيطرة عليها مما يؤدى الى اتساع المواجهات . وتناولت صحيفة الشارع اليمنية المستقلة التى كثيرا ما تهاجم الرئيس هادى ما شهدته عدن امس الاول فنقلت عن مصادر مقربة من العميد السقاف أنه تعرض لمؤامرة من قوات الجيش المرابطة فى عدن والتى وعدته بالوقوف الى جانبه ومساندته اذا تعرض للهجوم وأنه اذا سيطر على مطار عدن سيرسلون تعزيزات عسكرية له بواسطة الطائرات من صنعاء أو من البحر ..وفعلا سيطر على المطار فجر الخميس ولم تصل اليه أى تعزيزات... وبدأت قوات اللواء مدرع 39 التى وعده قائدها بمساندته فى ضرب قوات الامن الخاصة بالدبابات وتغيرت المعادلة ولا يمكن لقوات الامن الخاصة بتسليحها مقاومة قوات الجيش. كما نقلت الصحيفة عن جنود فى معسكر قوات الامن فى عدن تأكيدهم أن السقاف يتحمل القدر الاكبر من المسئولية عما حدث لهم لانه دخل معركة ولا يعرف قدرات الطرف الآخر.. وكنا نعلم أنه يتصل يوميا عدة مرات بجماعة الحوثيين وأوهمنا أن هناك تعزيزات ستصل الينا خلال الساعات القليلة القادمة وهو مالم يحدث .. وقد أستطاع السقاف الهرب من المعسكر ووصل الى محافظة تعز فيما قتل رئيس أركان قوات الامن الخاصة فى الاشتباكات . وأوردت صحيفة اليمن اليوم التابعة لحزب المؤتمر المؤيد للحوثيين نفيا لمصدر فى قوات الدفاع الجوى فى عدن لوقوع غارة ثانية للطيران الحربى اليمنى على القصر الجمهورى بعدن ..وأوضح أن اطلاق النار الذى شهده محيط القصر أمس جاء نتيجة اقامة منظومة جديدة للدفاع الجوى وتجربتها . كما اتهمت الصحيفة اللجان الشعبية الجنوبية التابعة لهادى باقتحام محافظة لحج بمساندة عناصر تنظيم القاعدة وقيامهم بذبح وقتل 25 من قوات الامن والامن السياسى .