كلف وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، والمفوضية الأوروبية، بإعداد استراتيجية جديدة بشأن ليبيا تأخذ بعين الاعتبار التركيبة الإقليمية. وذكرت وكالة /آكي/ الإيطالية اليوم الاثنين أن التكليف جاء في بيان صدر عن رؤساء الدبلوماسية الأوروبية، خلال اجتماعهم اليوم في بروكسل، في وقت تتداول فيه أروقة صنع القرار في بروكسل عدة خيارات يتعين تبنيها للتعامل مع تطورات الوضع الليبي. ورأى الوزراء أن الحوار الذي يجري بين الأطراف الليبية يمر الآن بمنعطف حرج، وتوجهوا ب"الدعوة لكل دول جوار ليبيا إلى استخدام نفوذها على الأطراف الليبية من أجل إنجاح الحوار والانتقال الديمقراطي والامتناع عن كل عمل من شأنه تعميق الانقسامات الحالية"، وفق البيان. وعبر الوزراء عن استعداد الاتحاد الأوروبي التعاون مع كل الأطراف الإقليمية وجيران ليبيا والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للمساهمة في السلام والاستقرار في هذا البلد. وشدد الوزراء على تلازم المسارين الأمني والسياسي .. مشيرين أن استمرار الانقسامات والخلافات السياسية تصب في مصلحة المتطرفين، من أمثال تنظيم (داعش)، وتساعدها على تدعيم وجودها في ليبيا. ووجه الوزراء، في بيانهم، إدانة حازمة "لكل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه المجموعات في ليبيا".. مشددين على تصميمهم مساعدة الحكومة الليبية، التي من المفترض أن تتشكل نتيجة الحوار الوطني، على محاربة الإرهاب. كما عبر الوزراء عن تمسك أوروبا بوحدة الأراضي الليبية وضرورة الحفاظ على سيادة الدولة. ويولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبرى للحوار في الرباط بين مختلف الأطراف الليبية برعاية المبعوث الدولي لليبيا برناردينو ليون، حيث ترغب بروكسل في رؤية حكومة وحدة وطنية تضم كافة الأطراف الليبية، تستطيع التعاون معها في مجالات سياسية واقتصادية متعددة خاصة ضبط الحدود ومحاربة الإرهاب. ولا يريد الأوروبيون الحديث عن إمكانية فشل الحوار في الرباط، إذ ليس لديهم، حسب ما يؤكدون، أي سيناريوهات بديلة .. كما تريد أوروبا الحفاظ على ليبيا كشريك سياسي واقتصادي هام، خاصة وأن ليبيا هي أحد المنابع الرئيسية للغاز والنفط التي يعول عليه الاتحاد الأوروبي.