· الذين تم القبض عليهم هم من التنظيمات الصغيرة داخل التنظيم الكبير أثار الإعلان عن القبض علي 25 متهما بإحياء تنظيم «التكفير والهجرة» مؤخرا مخاوف الرأي العام من عودة العنف الديني مرة أخري إلي الساحة بعد تخلي الجماعات الإسلامية عن مبدأ العنف، واتباع النهج السلمي، كما أثار تباينا في الرؤي والتحليلات بين المفكرين والقيادات الإسلامية. وأوضح منتصر الزيات محامي المتهمين أن هذا التنظيم تافه واصفا القضية رقم 488 لسنة 2009 حصر أمن دولة عليا بأنها من «قضايا الدولاب» التي يتم تحريكها لتحفظ وأنها شغل «أوفر تايم». وانتقد الزيات التهم الموجهة للمقبوض عليهم ومنها تكفيرهم المجتمع وسرقة الأموال، مشيرا إلي أن تهمة أحدهم هي سرقة «لاب توب» من مركز البستان التجاري وقال: أتحدي أن تكون هذه الواقعة من فعل تنظيم «التكفير والهجرة» الذين كانوا يسرقون محلات الذهب في الماضي، كما أن هناك اتهاما آخر بتحريم دخول المدارس والجامعات لأن جميع أبناء المتهمين في مدارس أزهرية ليس بغرض التمويه كما يدعي ضباط المباحث، ولكن لإيمانهم بحق التعليم وضرورته. وأكد الزيات أننا أمام قضية هزلية والهزل يصنع الارهاب من جديد، كما لا توجد أي وقائع تبرر الاتهامات الموجهة للمقبوض عليهم. وأضاف أن المتهمين نفوا الاتهامات ومفتي التنظيم مدرس في الأزهر وهذا ينفي الاتهام الموجه إليهم بتحريمهم دخول المدارس، مرجعا أسباب توجيه مثل هذه الاتهامات إلي تنظيم قام بعمل مراجعات فقهية عام 2004،مما يدل علي رغبة النظام في تحديد قانون الطوارئ والحاجة لتشريع قانون للارهاب. من جانبه أكد د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات أن التيار العريض من البؤر والخلايا الناتجة عن الجماعات الإسلامية المسلحة مازال موجودا، إلا أن من تم القبض عليهم هم من التنظيمات الصغيرة داخل تنظيم التكفير والهجرة الكبير. وأوضح أن التنظيم الحالي يفوق في أفكاره شكري مصطفي مؤسس التنظيم عام 1971، حيث التنظيم الموجود حاليا يستند للفكر الوهابي، الذي يملك أكثر من 20 فضائية علي «النايل سات» والعشرات من المواقع الالكترونية، وقال إن وزارة الدعوة الإسلامية السعودية، ضخت العام الماضي 86 مليون دولار لنشر الفكر الوهابي في أنحاء العالم، خصصت منها 25 مليون دولار لمصر، لافتا إلي أن مبادئهم تحل دم المسيحيين وتكفير المجتمع والمرأة التي لا ترتدي النقاب واستنادا إلي فكر علماء كبار مثل أبواسحاق الحويني أحد قيادات الفكر السلفي في العالم العربي، والشيخ محمد حسان في مصر. وأشار رفعت إلي وجود جمعية في مصر تسمي جمعية أنصار السنة المحمدية تنتهج أفكارا تؤدي إلي تكفير المجتمع وتعمل تحت ظلال الدولة. وترجع نشأة تنظيم جماعة المسلمين أو كما يطلق عليه إعلاميا تنظيم التكفير والهجرة إلي عام 1965 وذلك بعد إعدام سيد قطب وستة آخرين في هذا العام بتهمة تكفير نظام حكم عبدالناصر وقتها، ليتم اعتقال العديد من قيادات وشباب الإخوان المسلمين و«القطبيين» نسبة إلي سيد قطب، وكان من بين هؤلاء الشباب المعتقلين شكري مصطفي الذي كان متعاطفا مع جماعة الإخوان المسلمين وشارك محنة المعتقلين منهم في سجون عبدالناصر ابتداء من عام 1965 وحتي خروجهم من السجن في بداية حكم السادات، حيث أسس «جماعة المسلمين» أو التكفير والهجرة التي وصل عدد أعضائها في منتصف السبعينيات إلي عدة آلاف. وبعد إعدامه اتخذت الجماعة منهجا مختلفا يرتكز علي فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر والانضمام إليه دون السعي لأي عمل سياسي أو عسكري