ما أن تطأ قدماك دير العذراء في جبل درنكه بمحافظة أسيوط، حتى ترى أناس شدوا رحالهم للاحتفال ب «صوم العذراء» لا تستطيع أن تفرق بين كونهم مسلمين أم مسيحيين، بل إن شئت فقل كلهم مصريين في حضرة «العذراء». بدأت الاحتفالات بصيام العذراء، وذكرى لجوء العائلة المقدسة إلى ذلك المكان في مغارة بحضن الجبل الغربي بأسيوط، في رحلة الاختفاء من بطش الرومان، والتي تُقام في موعدها المعتاد كل عام 7 أغسطس، وتستمر الزيارات حتى 21 من الشهر ذاته. - يا أم النور أحمينا من الشرور بصوت شجي لم تسمع مثله داخل أورقة دير السيدة العذراء مريم بدرنكه، تجد رجل في العقد السادس من العمر، يقف في خشوع أمام أيقونة السيدة العذراء مريم وهي ممسكه بأبناها السيد المسيح عيسي عليه السلام، ويحدثها بكلمات مناجاة قائلاً: «مريم يا أم النور احمينا من الشرور .. أن شالله يا ام المخلص تتعدل كل الأمور» ثم يضع شمعة من إحدى يديه.. لحظات ويقف بجواره أحد رهبان دير العذراء، ليقوم بوضع شمعة ثم يتلو بعد الترانيم والعظة ثم يلتفت إليه ويقول: «ربنا موجود». - أطفال يرتدون ملابس الشمامسة مغارة كبيرة داخل حض الجبل، تتوسط دير السيدة العذراء بدرنكه، يحتشد أطفال صغار في العمر بصحبة آبائهم وأمهاتهم يقومون بإخراج الزى الأبيض الخاص بالشمامسة ليصطفوا جميعا منتظرين بدء نيافة الأنبا يؤانس مطران أسيوط، ورئيس الدير، بدء دورة السيدة العذراء، في مشهد يتكرر يوميا علي مدار احتفالات صوم العذراء. - مسلمون ومسيحيون في حضرة العذراء يصطف على جانبي الطريق المخصص لمرور موكب «دورة العذراء» بدير درنكة، مئات المواطنين المسلمين و المسيحيين تجمعهم الألفة والمحبة تتعالى أصواتهم في أجواء تسودها الفرح والارتياح، الذين جاءوا من كل فج للاحتفال بصيام العذراء، في مشهد يعبر عن روح المحبة والوحدة الوطنية. - مزار الأنبا ميخائيل يجذب الجميع بالقرب من المغارة الأهم بدير السيدة العذراء بجبل درنكه، دشن مزار الأنبا ميخائيل عميد الأساقفة الأرثوذكس وشيخ المطارنة ومطران أسيوط المتنيح، حيث تقام الترانيم والألحان والكلمات الروحية والقداس، لما له من مكانه ومواقف عظيمة استطاع العبور بالكنيسة وشعبها لبر الأمان في الظروف التي مرت بها مصر فى الأزمنة الماضية، فضلا إلى أنه كان يتمتع بالقبول والإجماع بمختلف الفئات المجتمعية، لذلك يشهد المزار الخاصة به إقبالا من قبل المواطنين يوميا. تعود أهمية دير السيدة العذراء بجبل درنكه في أسيوط، إلى مجيء العائلة المقدسة لأسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية،ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي، حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة. أعلنت الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة أسيوط، رفع درجة الاستعدادات القصوى، لبدء احتفالات صوم "السيدة العذراء" بدير درنكه، وفرضت مديرية أمن أسيوط، إجراءات أمنية مشددة لتأمين دير السيدة العذراء بجبل درنكه بأسيوط، ووضعت بوابة إليكترونية علي البوابة الرئيسية للكشف عن الأسلحة والمعادن، ومنعت وقوف السيارات.
وفرضت كرودنًا أمنيًا بمحيط ومدخل الدير، وحظرت دخول أي سيارات أو أتوبيسات غريبة للدير ، كما تم منع إقامة الخيام القماش بالأرض أمام الدير أو في الأماكن الملحقة بالدير، واقتصار إقامة الاحتفالات الطقسية داخل الدير العذراء.
