كثيرًا ما جلست «سهيلة» أمام شاشة التلفاز، تتابع فيلم حماتي قنبلة ذرية، بطولة الكوميديان الراحلة ماري منيب، وتضحك على مواقفها، ومقالبها المتعددة غير متوقعة، أن تعاصر تسلط والدة زوجها بنفسها، وتتعرض لإعتداءات يومية، واتهامات بمحاولة خطف ابنها منها، وقلبه ضدها، حتى أنها أصيبت فى إحدى مشاجراتها مع حماتها بعاهة مستديمة، تسببت فى مكوثها شهرين بالمستشفى. لم يمر على زواج "سهيلة.ع" ثمان أشهر، ووقفت أمام محكمة "زنانيرى" تطلب الإنصاف والخلع من زوجها فى القضية التى حملت رقم 17691، تبكي حظها السيء، الذى أوقعها تحت رحمة حماتها القاسية، التي تعمدت التدخل فى كافة تفاصيل حياة نجلها الزوجية منذ الليلة الأولى، رغم كونها إمرأة عاملة، وتشغل منصبًا هامًا، ومن المفترض ألا تملك وقت ل"كيد الحموات". بدأ تدخل الأم بخصوصيات الزوجان بإقناع ولدها بضرورة تنازل "سهيلة" عن عملها، والتفرغ لأمور المنزل استعدادًا لخطوة الحمل، ولكن الزوجة رفضت، وأصرت على التمسك بعملها وكيانها المستقل، فلم تقبل حماتها الرفض، وأعتبرته تحديًا شخصيًا ويجب أن تفوز به، فاستغلت قوتها وفرضت سيطرتها على الزوجة المسكينة حتى استعانت بأحد معارفها، وفُصلت الفتاة من عملها. رجعت "سهيلة" من عملها منهارة، لترتمى فى حضن زوجها تبثه شكواها من تصرفات والدته، فوقف أمامها عاجزًا عن التصرف، وطلب منها الصبر وإتخاذها أمًا لها، وعندها ادركت الزوجة أنها وحيدة فى الحرب التى بدأتها حماتها بغير داعٍ أو مبرر، وقررت الإنتصار فيها والمحافظة على زوجها الحبيب ومنزلها الصغير من التشزرم مهما كلفها الأمر. انتهجت الزوجة سبيل التجاهل مع حماتها، فحاولت تجنبها بكل الطرق، وحذفتها من قائمة الأصدقاء على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، بسبب تعليقاتها الجارحة، وتعديها عليها وعلى أقربائها وأصدقائها بالشتائم بدون سبب، ففوجئت بها فى الليلة ذاتها تقتحم عليها شقتها وبرفقتها بناتها الثلاثة، ويقصفنها بأشنع الألفاظ، وأبشع الإتهامات، وعندما حاولت الهرب تعدين عليها بالضرب والسحل، وكسرن كل محتويات الشقة. فقدت "سهيلة" الوعى، ولم تشعر بزوجها ينقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم، وعندما أفاقت من غيبوبتها وجدت نفسها فى حجرة بيضاء عاجزة عن تذكر ما حدث معها اللهم إلا لقطات وحشية سريعة أكدها كسر ذراعها الأيسر وتشوه وجهها، فتقدمت ببلاغ إلى الشرطة تتهم فيه حماتها وبناتها بالشروع فى قتلها، وبدعوى إلى محكمة الأسرة تطلب الإنفصال عن زوج عجز عن حمايتها. اقرأ أيضاً: زوجات يقاضون وزير الداخلية لعدم إدراج أزواجهم بقرار العفو الرئاسي
