رغم رقة الحال، وضيق الرزق، الذي يعيشه معظم أهالي مدينة القرين، بسبب المهن البسيطة التي يعملون بها، إلا أن الرضا بالنصيب، هو السمة السائدة بينهم. ويتسم الشرفاء من أهالي هذه المدينة، بأنهم يقبلون ضيق العيش، ويرضون به، رافضين أن يبيعوا وطنهم، كما فعل عدد آخر ممن اختاروا السير في طريق التطرف، والانتماء للجماعات التكفيرية.
ويعيش الكثير من أهالي القرين على عدد من الحرف اليدوية البسيطة التي تعتمد على منتجات النخيل، فهم يستخدمون جريد النخيل في صناعة عدد من المنتجات اليدوية الجميلة، القرين من المدن المصرية القديمة.
وشهدت أرض القرين مؤامرة مقتل السلطان «سيف الدين قطز»، عام 1260م عقب عودته من الشام بعد انتصاره على التتار، كما شهدت أرضها تآمر الأمير الظاهر بيبرس، مع أمراء المماليك؛ لقتل القائد المنتصر.
وكانت القرين على رأس خطوط سير القوافل، إلى بلاد الشام، وهي الطريق الذي طرقه كل الغزاة، في طريقهم إلى القاهرة مرورا ببلبيس، أو العكس، في اتجاه سيناء من القاهرة.
وكانت هذه الطرق تعرف ب«الدرب السلطاني»، أو «طريق الرمل» وهو ما يفسر هروب العناصر التكفيرية من وإلى سيناء مؤخرا، وصعوبة ملاحقتهم.
وبنى السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، مسجد، وسبيل القرين عام880ه، وجاء إنشاء المسجد والسبيل وسط «الطريق السلطاني»، الذي يقع في قلب القرين، والموصل إلى بلاد الشام، كاستراحة للمسافرين وما زال هذا الطريق معروفا ومستخدما حتى الآن، ويطلق عليه «طريق الديار الشامية». وتأتي مدينة القرين في المرتبة السادسة من حيث عدد السكان بالشرقية، وتعد من البلدان ذات التاريخ المشرف في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، ويطلق عليها بلد المليون نخلة.
وتتميز القرين بكثرة المساجد، حيث يوجد لكل عائلة من عائلات القرين، مسجدا خاص بها، وهي تتبع دائرة أبوحماد في انتخابات مجلس النواب، وتعتبر كتلة تصويتية فارقة، لذا يتهافت عليها المرشحون والنواب لكسب ود أهلها.
الفيديو التالي يحكي قصة أرض النخيل والتكفيريين بعيون الشرفاء الشقيانين