وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضربات الجوية المصرية ضد أهداف داعش فى ليبيا بأنها انتقام سريع لقتل ال21 مصريًا، الأمر الذى يوسع نطاق الأزمة الخطيرة التى تعانى منها ليبيا بالفعل. وأشارت الصحيفة إلى أن زيادة معدلات العنف تتزامن مع الذكرى الرابعة لانتفاضة بنغازى التى أدت إلى الإطاحة بمعمر القذافى بعد أشهر، وقد أدى هذا العنف إلى مطالب سريعة برد دولى أكثر تماسكا للأزمة، ودعا الرئيسان عبد الفتاح السيسى والفرنسى فرانسوا هولاند إلى اجتماع مجلس الأمن الدولى حول ليبيا. ونقلت الصحيفة عن جوناثان باول، مبعوث الحكومة البريطانية لليبيا، قوله إن البلد الغنى بالنفط يخاطر بأن يصبح دولة فاشلة أو صومال على البحر المتوسط، وحث على بذل جهود أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن ناحية أخرى، انتقد السفير ناصر كامل، سفير مصر لدى بريطانيا، المملكة المتحدة ودول أخرى تدخلت عسكريا فى ليبيا عام 2011 لعدم بذل ما يكفى لمساعدة البلاد فى الانتقال من ديكتاتورية القذافى إلى دولة شرعية، ودعا السفير فى حوار مع بى بى سى إلى رفع حظر الأسلحة الذى تفرضه الأممالمتحدة على الحكومة الليبية للمساعدة على مكافحة الإرهاب. وأضاف قائلا: "اعتقد أنه بعد الإطاحة بالقذافى، ولا أحد يشكك فى أنه كان ديكتاتورا، نحن كمجتمع دولى، لاسيما هؤلاء الذين تدخلوا عسكريا، لم نضع موارد كافية لتطوير دولة ليبية حديثة وديمقراطية"، وأضاف إنه كان ينبغى فعل المزيد، وكان ينبغى أن تتدخل الولاياتالمتحدة. وفى سياق آخر، قالت صحيفة الجارديان إن الأقباط فى بريطانيا شعروا بالرعب والانزعاج بعد رؤية الفيديو الوحشى لمقتل أقرانهم على يد داعش فى ليبيا، وقال الأسقف أنجليوس، الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى بريطانيا إنهم تلقوا الخبر بأسى وعدم تصديق، ورغم أن الناس توقعوا ذلك، لكن كان هناك أمل أن شيئا يمكن أن يحدث قد يغير النتيجة، وأضاف: "عندما حدث كان بلا قلب وغير إنسانى". وكان أنجليوس، الذى يترأس الجالية الأرثوذكسية فى بريطانيا، قد تلقى اتصالا من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذى أعرب عن تعازيه لقتل العمال الذين تم اختطافهم فى سرت، وقال الأسقف إن رئيس الحكومة ركز على حقيقة أن هذه الأفعال غير مقصودة من حيث المبادئ التى يعيشون بها فى المملكة المتحدة. وقال الأب أنطونيوس ثابت، الكاهن بكنيسة سان مارك فى كينستون، إن الأقباط شكلوا جالية فى بريطانيا فى الستينيات، وأصبح عددها الآن حوالى عشرين ألفا، يعيش كثير منهم الآن فى خوف، وأوضح قائلا إنهم مرعوبون بشدة من البقاء فى بريطانيا، لأن المتطرفين فى كل مكان. وأشار إلى أن هناك غضب من القادة الذين لم يفعلوا شيئا، وعليهم أن يقوموا بشىء ما، فقولهم إنهم يشعرون بالأسف لحدوث هذا ليس كافيا.