لم تستطع ثورتان كان أحد أسباب قيامهما فساد المجالس التشريعية من تغيير شروط اعتماد نواب البرلمان الجدد، فما زال عاملا «التمويل، والنفوذ السياسى» هما أهم أوراق يمكن أن يعتمد عليها أى حزب أو فريق فى تمرير من يريد تمريرهم إلى قبة البرلمان، الأمر الذى وضح جلياً فى طريقة تشكيل قائمة «فى حب مصر»، التى استطاعت خلال أيام قليلة الحصول على لقب قائمة «الفلول والفلوس» عن جدارة، نظراً لعدد رجال الأعمال المشاركين فى تمويل القائمة، وعدد نواب الحزب الوطنى السابقين المنتظر الدفع بهم فى الانتخابات المقبلة، بالاضافة إلى المفاجأة التى قد تنسف بالقائمة وهى ترشح أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، والتى تدعى جيهان عيد إبراهيم حشيش، إحدى القيادات النسائية بحزب الحرية والعدالة المنحل بكفر الشيخ، وعلى الرغم من تقدم جيهان حشيش، بأول استقالة من حزب الحرية والعدالة فى محضر رسمى بقسم أول كفر الشيخ خلال شهر ديسمبر عام 2013، بعد ثورة 30 يونيو، الا أن حضورها أحد اجتماعات القائمة أشعل الأوضاع داخل القائمة. أزمات عديدة تواجه التحالف الذى لم يستطع اتمام الا قائمة واحدة حتى الآن، قبل أيام قليلة من غلق باب الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، يأتى على رأسها اعتراض عدد كبير من أعضاء القائمة على طلبات انضمام «الوفد» إلى القائمة، التى اتهمها السيد البدوى القيادى بتحالف «الوفد» بأنها تتلقى دعم أحد الجهات الأمنية السيادية، بعد دقائق قليلة من تدشينها، الا أن وساطة المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين المشارك بحزبه فى تحالف الوفد، وبشخصه فى تحالف «فى حب مصر»، بين قيادات الوفد واللواء سامح سيف اليزل، أسفرت عن اجتماعين فى يومين متتاليين حضرهما السيد البدوى و«قرطام» و«اليزل»، تناول خلالهما «اليزل» مميزات القائمة الجديدة واختلافها عن قائمة الجنزورى، من حيث المقاعد المخصصة للأحزاب، فضلاً عن أن القائمة مطابقة لحديث الرئيس عن لم شمل القوى السياسية كلها فى كيان واحد، ملقياً بالكرة فى ملعب «البدوى»، الذى طلب عرض الأمر على قيادات التحالف لحين تحديد القائمين على «فى حب مصر» عدد المقاعد التى يمكن أن يشغرها «الوفد» حال انضمامه إلى التحالف. نتائج الاجتماعات التى أعلنت عقب دقائق من انتهائه أغضبت أعضاء الجانبين المتحاورين، حيث رفض الحزب المصرى الديمقراطى المؤسس لتحالف الوفد رفضه لفكرة الانضمام لقائمة «فى حب مصر»، فضلاً عن تحذير عدد من قيادات فى حب مصر من تبيان وتضارب مواقف «الوفد» بشكل لا يسمح به الوقت المتبقى لتقديم الأوراق، الأمر الأكثر مفارقة أن اللواء أمين راضى أمين عام حزب المؤتمر، والذى كان حاضراً اجتماع رئيس «الوفد» بمجلس الحزب الرئاسى اعترض على انضمام «الوفد» لقائمة «اليزل»، على الرغم من موافقته على انضمامه للقائمة. وعلى النقيض من كل التحالفات المزمع تدشينها لم تكن مشكلة تمويل العملية الانتخابية، أحد المعوقات التى قد تعرقل مسيرة«فى حب مصر»، حيث تكفل كل من رجل الأعمال «نجيب ساويرس»، زعيم حزب المصريين الأحرار – الحزب الوحيد الموجود بالتحالف – عملية تمويل المرحلة الأولى من الانتخابات، بالاضافة إلى وجود عدد ليس بالقليل من رجال الأعمال كالمهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين ورئيس مجلس إدارة مجموعة صحارى للبترول، والذى كان يعول عليه «الوفد» فى المشاركة فى تمويل البرامج الانتخابية سواء على مستوى الفردى أو القائمة، بالاضافة إلى رجل الأعمال محمد فرج عامر رئيس نادى سموحة، والذى قرر الترشح على قائمة الاسكندرية، ورجل الأعمال وجيه أباظة نجل حسين وجيه أباظة عضو مجلس الشورى عن الحزب الوطنى، ورجل الاعمال محمد زكى السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، ومعتز السعيد رئيس غرفة التجارة المصرية الصينية، ومحمد نصر عابدين رئيس تنفيذى بنك الاتحاد الوطنى. وفى سياق التراشق بين عدد من القوى المدنية وحزب النور السلفى، تعتبر القائمة الوحيدة التى تم اتمامها، هى قائمة الاسكندرية، التى تضم الإسكندرية ومطروح والبحيرة، ويشارك بها كل من المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمرى برج العرب وعضو مجلس الشورى السابق وسحر طلعت شقيقة النائب السابق والمرشح أيضا طارق طلعت مصطفى، وعضوة سابقة بالمجلس المحلى وإيمان فتح الله المذيعة بإذاعة الإسكندرية وحسين بركات ويمثل الشباب عضو مجلس إدارة نادى سبورتنج سوزى ناشد عضو مجلس الشعب بالدورة السابقة، ومروان السماك رئيس جمعية رجال الأعمال عن البحيرة، وسعداوى ضيف الله عضو مجلس الشورى السابق والعمدة هانى ممثلا لمطروح وإيهاب زكريا عطاالله نجل أحد المقاولين المعروفين بالإسكندرية.. وحمدى قريطم صاحب شركة شاى الجوهرة عضو مجلس الشعب عن حوش عيسى وعبير الزقم ومى محمود من المصريين الأحرار. وعلى نفس النهج لم يكمل حزب النور أيًا من قوائمه سوى قائمة الاسكندرية، والتى تضم كلاً من أشرف ثابت مساعد رئيس الحزب لشئون التخطيط والمتابعة، وطلعت مرزوق مساعد رئيس الحزب للشئون القانونية،وأحمد خليل مساعد الرئيس للشئون الثقافية، وطارق السهرى رئيس الهيئة العليا، ومجدى سليم الامين العام المساعد للحزب، وبسام الزرقا عضو المجلس الرئاسى، والدكتور محمد ابراهيم منصور، والدكتورة حنان علام أمينة المرأة بالحزب بالاسكندرية، ونادية محمد أحمد وسوزان سمير عضوة حركة أقباط 38 وشهد خضر وأسامة محروس.
