إن كل ثورات التنمية الناجحة وثروات التطور الاجتماعي وقفزات الازدهار في بقاع العالم بعد إنجاز الأفكار الصحيحة والبرامج النظرية المدروسة وتهيئة الأيدي العاملة تحتاج دائماً إلي وقود مشتعل قوي يستمد اشتعاله من مخزون الانتماء الوطني ونحن الآن علي بوابة الدخول إلي وطن جديد ويقظة بعد طول غفلة ومن هنا فإن نقطة البدء يجب أن تكون الشرارة المشتعلة لثورة الانتماء الوطني الحقيقي والعمل الجاد في نفوس الشباب لابد أن ينتقل بهم إلي مستويات متقدمة من اعمل الدءوب والمصابرة والابتعاد عن الانانية الفردية ومختلف الأمراض الاجتماعية الفتاكة والتي عانينا منها الكثير ربما يكون السبب عدم الاحساس بالأمان وبأن الوطن ليس لنا بل لحكامنا وما نحن الا عبيد لهم أما الآن وبعد استرجاع الوطن بثورة رائعة لابد أن يختلف الأمر في العطاء وتوحيد الصفوف وشد العزائم وبارادة قوية تتشابك الأيادي لتداوي الجرح وتقاوم كل عوامل النخر والتسوس ونجعل كتلة العمل للاصلاح عصية علي الاحباط وقادرة علي إخراس أبواق الفتنة وعناصر التخريب.. أيها المصري.. أيتها المصرية.. آن الأوان لتعبر عن حبك وانتماءك لهذا الوطن المتعب.. المنهك.. الخارج من تحت الردم لتصنع مستقبلاً آمنا ومزدهراً للاجيال القادمة.. لقد تبين لنا وبكل وضوح وواقعية أن الأفكار الجميلة والمقالات المنمقة والمؤتمرات المنعقدة والندوات الكثيرة كل هذا لم ولن يؤدي إلي خطوات فعلية علي صعيد التقدم والتنمية ولم تنجز أي ازدهار ولم نتجاوز الأزمة في تغطية العجز وتخفيض مستويات الفقر وإيجاد الوظائف الكافية للعاطلين عن العمل ولهذا يجب علينا عدم الاستعجال في اصدار الأحكام علي الأفكار والبرامج المطروحة وانما يجب أن نوسع دائرة البحث والاستقصاء عن الأسباب والعوامل الخفية في عدم توازن العجلة وبطء تشغيل المحركات التي يفترض بها ضخ الحركة في جميع أوصال الجسم الآلي ان الانتماء الوطني المتدفق الصادق في حب مصر يشكل اطاراً لمختلف العاملين في الساحة الطلابية والنيابية والسياسية والاجتماعية ويقضي علي كثير من المنازعات والاختلافات التي تهدر جهود الشباب وتضيع أعمالهم في مسارب الضياع ويبقي الوطن في حالة من التوتر والتعصب القاتل الذي يشدنا إلي الخلف ويعرقل تقدمنا.. تشهد مصر الآن حالة من الهدوء والسكينة بشكل غريب واستثنائي مذهل أخاف ان يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة وأرجو أن يخيب ظني ويتبدد خوفي وأن تخوض مرحلة انتخاب الرئيس علي خير لنصل إلي بر الأمان سالمين فهذا حدث عظيم أن تنتخب مصر زعيمها القادم من بين 13 مرشحاً يمثلون أطيافاً مختلفة من تيارات محسوبة علي التوجه الديني الاسلامي وأخري علي الدولة المدنية وغيرها علي اليسار الاشتراكي أو الناصري وهناك ايضاً من يمثل ملامح النظام السابق ولننعم جميعا بهذا الحدث الجديد علينا بحس وطني وانتهاء حقيقي لهذه البلد فالعالم كله يترقب الحدث فهذه فرصتنا للخروج من الازمة الخانقة التي حدثت بعد الثورة لنعيد استقرار الدولة وهيبتها ولتكمن فرصة لكتابة المستقبل.. عمار يا مصر يا أغلي الأوطان. [email protected]