قال الكاتب والمفكر الفرنسي ميخائيل برازان صاحب كتاب "الإخوان المسلمين :تحقيق في آخر أيديولوجية شمولية" إن فرنساوالولاياتالمتحدة أدركتا مؤخرا أن تركياوقطر تتبنيان سياسات تتعارض مع القيم الغربية، وإنهما بدأتا في إعادة حساباتهما مؤخرا في التعامل مع الدولتين بسبب زعزعتهما لاستقرار بعض الدول. وتابع برازان في حواره مع "صوت الأمة"، والذي ينشر غدا الثلاثاء على حلقتين، أنه من الواضح أن الحكومات الغربية ،سواء بنجاح ترامب في الانتخابات الأمريكية أو فشله فيها، كانت تعيد حساباتها حول التعامل مع دول الخليج سواء قطر أو السعودية حيث كان هناك تضليل حول طبيعة هذه البلدان في دعمها للتطرف، مضيفا :"وهذا الأمر ينطبق أيضا على حسابات الولاياتالمتحدة وحسابات فرنسا بعلاقتها بقطر والسعودية . وأوضح أن السياسة الواقعية الآن والتي صاغت شراكات "البترول والتحالف الاستراتيجي ضد إيرانوروسيا في وقت سابق" لم تعد تجدي الآن ولم تعد صالحة ولم يعد لها أهمية" ف فرنساوالولاياتالمتحدة أدركتا مؤخرا أن دولا مثل المملكة العربية السعودية كانت لها أهداف سياسية وأيديولوجية تتعارض تماما مع القيم الغربية وساهمت في زعزعة الاستقرار في بعض الدول منذ سبعينيات القرن الماضي عن طريق مسح أدمغة المجتمعات الإسلامية، وملؤها بالتطرف وتشجيع تحالفهم مع المذاهب الأصولية عبر القوة الناعمة الإيديولوجية حيث ألقت بثقلها في هذا المجال. وأضاف :"تركيا تواجه نفس المأزق بسبب التأكد لدى الغرب من أنها تدعم "داعش" على الرغم من كونها عضو في حلف الناتو وصديق تاريخي للولايات المتحدةالأمريكية.ولكن بخلاف السعودية فإن التحالف مع الأتراك سيظل مهما –في الوقت الحالي-وسيقوم الغرب فقط بشجب وإدانة ما يقوم به الأتراك وإدانة الانجراف نحو النظام السلطوي لأردوغان وتوجهه الديني دون قطع جسور التواصل مع أنقرة. وشدد الكاتب الفرنسي على أن الموقع الجغرافي المميز لتركيا ودورها في الحد من ظاهرة الهجرة الغير شرعية التي طالت أوروبا منذ بداية الحرب السورية –كل ذلك جعل تركيا لاعبا فاعلا لا يمكن تجنب التعاون معه ومن هذا المنطلق يفضل الغربيون الاستمرار في بقاء التحالف مع الأتراك على الرغم من المخاطر الحقيقية لهذا التعاون "إلا إنه "شر لابد منه" دون أن تخدعهم تركيا مجددا ودون أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال مثل النعامة- بحيث يبقى الغرب يقظا لما تقوم به أنقره- كي لا يضحي الغرب أو يفسد مثل هذا التحالف. واستنتج أن استمرار أردوغان في مثل هذه السياسات في داخل تركيا وخارجها قد ينتج عنه في مرحلة لاحقة قطع للعلاقات مع أوروبا وتحالف جديد لأنقره مع الروس. ولفت إلى أن هذا التطور منطقي في العلاقة مع الروس وممكن تماما حيث أن ترامب ملتزم بالتقارب مع روسيا وبوتين، وفي هذه الحالة ستظل تركيا بارزة ومهمة. وميخائيل برازان هو كاتب ومخرج أفلام وثائقية برع في الأبحاث التاريخية والمشاريع المتعلقة بالجماعات والتنظيمات السرية . وكتابه الأخير عن الإخوان المسلمين جاء حول تاريخ ونشأة الجماعة وأهم مراحل تطورها السياسي وصولا إلى مرحلة تقلد الجماعة السلطة في مصر وعدم تمكنها من الاستجابة لتطلعات القطاعات العريضة من الشعب . تناول برازان في كتابه الرؤى الغربية لحركة الاخوان المسلمين وما يرتبط بها من حركات إسلامية في العالم العربي والتي تحوذ على اهتمام العديد من الدوائر السياسية والفكرية في الغرب. الكتاب كان مفاجأة في الأوساط الغربية حيث جمع العديد من الشهادات التي كشفت ابتعاد الجماعة عن الوسطية كما كانت تصدر نفسها للغرب وأمريكا دائما على أنها الممثل الشرعي للإسلام السمح البعيد عن العنف وكان بمثابة إدانة لتورط الجماعة في معظم أعمال العنف في العالم. من كتبه: «وحدات القتل المتنقلة،كومندوس الموت النازية» و«تاريخ من الإرهاب-1945-2011» جاب العالم العربي،أوروبا و أمريكا خلال سنتين حتى يستطيع فهم حقيقة "الإخوان المسلمون."