يبدو ان اوجاع شريك اصيل فى الوطن هو الاقباط ... لن تنتهى فى المستقبل القريب المنظور وان كان استمرارها فى الماضى كان لخدمة النظام البائد الذى نجح فى تجذير الفتن الطائفية ..واهدار كل حقوق المواطنة .. أما الآن فنجد أوجاعا مختلفة هي أوجاع النفي .. نعم انه النفي الناتج عن نموالتعصب القاعدي وثقافة الكراهية المتبادلةجراء سيطرة اصحاب الوعي الذي يرتكز علي تكفير الآخر ونفيه .. وهذا ما فعله الاخوان للسيطرة علي مقاليد الأمور في مصر وأهمها تأسيسية الدستور .. التي تصدت لها كل القوي الوطنية المحترمة.. وجاء حكم القضاء الاداري بحلها .. يأتي ذلك أثناء اصرار الجماعة علي الدفع بمرشح للرئاسة منها.. ليضيف وجعا جديدا وشعورا لدي الكل برغبتها في القفز علي كل مؤسسات الدولة . ثم يظهر في اللحظات الاخيرة عمر سليمان الذي اعتبره عموم - الشعب القبطي مضافا اليهم راغبي الاستقرار والبسطاء الذين كفروا بالثورة -منقذهم من المستقبل المجهول علي ايدي القادمين من عصور الظلام ، وهوما قلب الموازين واعاد صياغة اللعبة الانتخابية .. فبينما كان عمروموسي هوالاقرب للتوافق العام .. بعيدا عن التوافق الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية .. تناثرت معلومات قبل ترشح سليمان أو "الجنرال "كما يطلقون عليه ..عن دعم بعض اساقفة الكنيسة للفريق احمد شفيق والدفع في هذا الاتجاه .. ثم اتجه الميل العام - بعيدا عن مؤسسة الكنيسة - نحو الجنرال رعبا من قدوم الإسلاميين الي الحكم، وعلي كل الأحوال فقد اعلنت مصادر موثوق بها في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ان هناك مؤامرات تحاك للكنيسة لتوريطها لتكون طرفا في نزاع سياسي تحت زعم انها تؤيد مرشحا بعينه واكدت انها تقف علي مسافة واحدة من كل المرشحين وتدعو الأقباط ان ينتخبوا من يتوافق مع صالح الوطن. يقول ياسر فراج المحامي والناشط السياسي :" تأثير ترشح قيادات جماعة الاخوان المسلمين سواء خيرت الشاطر أوبديله الاحترازي حال استبعاده وهو محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة .. علي الأقباطسلبي جدا .. لأنه سيمهد للدولة الدينية الكاملة فالأقباط كان لديهم استعداد وقبول لسيطرة الاسلاميين علي البرلمان علي ان يحدث توازن برئيس مدني .. اما الان بعد الاستحواذ علي البرلمان ومحاولات الاستحواذ علي تأسيسية الدستور .. واطماعهم في الرئاسة .. والحكومة .. يقفز الرعب الي نفوس المسيحيين .. اذ تبدل شعار الدين لله والوطن للجميع الي الدين لله والوطن للاخوان .. وتجربة السودان ليست بعيدة عن خاطرنا فالفساد السياسي كان متمثلا في نظام نميري تجسد في النظام الاسلامي الحالي .. كل انتهازيي نظام نميري اصبحوا فاسدين علي الطريقة الشرعية " بدقن وجلابية " . في بداية الحكم الإسلامي في السودان في عام 1990 اجبر النظام النساء الجنوبيات المسيحيات علي ارتداء الحجاب .. بينما ترك الداعرات يمارسن البغاء وتم افساد المجتمع السوداني، وهذا السيناريو وارد للتطبيق في مصر. أشرف يسي اسحق مهندس استشاري قال :" مخطئ من ينظر إلي عمر سليمان وكأنه عصا موسي , التي ستتحول إلي أفعي كبري لتبتلع حيات المتأسلمين .. لا فرق بين سليمان وخيرت الشاطر ومحمد مرسي سوي اللحية ... عمر سليمان كان شيطاناً أخرس كان يري مؤامرة التوريث ويصمت .. لذلك أناشد الأقباط " لا تتعلقوا يا أصدقائي في حبال بالية ". ه . ك . سمسيحي الديانة يسأل : لماذا اعلنت الجماعة ترشح الشاطر ولم يعلن رئيس حزب الحرية والعدالة .. بل والاكثر استفزازا ان عبدالله الاشعل الذي ترشح ثم تنازل ثم عاد ذهب الي مقر الجماعة ليتنازل هناك وكأن مصر هي الجماعة ..شعرت حينما شاهدت كل ذلك ان " مالناش مكان في البلد دي خلاص " وهارشح عمر سليمان ولورجع مبارك نفسه انا هانتخبه لانه كان لاممهم في السجون اللي يستحقوها ". اذا اضفنا الي الاراء السابقة راغبي الاستقرار ومن قالوا نعم في الاستفتاء الدستوري في مارس 2011 نجد كفة سليمان تزداد ثقلا .. واذا علمنا ايضا من خلال مصدر مسئول في القوات المسلحة ان من قاموا بعمل توكيلات سريعة لسليمان وجمع الناس حوله هم ضباط الجيش المتقاعدون واسرهم وحينما سألته لماذا قال :" لم يؤيدونه لان المجلس يريده كما يشاع ولكن لان كثيرين من رجال القوات المسلحة شعروا بالاهانة بسبب الاتهامات الموجهة للعسكريين منذ اندلاع الثورة فأرادوا رد اعتبارهم هكذا تتضح الصورة رويدا رويدا فاذا أعلنت اللجنة العليا أنه ما من أحد المرشحين ذوي الثقة خارج المنافسة سوف يكون الماراثون في غير صالح الدولة المدنية لأن الصراع عسكري ديني. يحلل سليمان شفيق الكاتب الصحفي والباحث في شئون المواطنة المخاوف السابقة فيقول:" الكنيسة 99 %من الأقباط لن ينتخبوا أي من المرشحين الاسلاميين .. كما ان الحديث عن عبد المنعم أبوالفتوح بين الأقباط نوع من الوجاهة السياسية.. ويوجد الآن بين الأقباط حوالي 20 % منهم لهم توجهات سياسية فالليبرالي سينتخب الليبرالي واليساري يساري وهكذا بينما نسبة 80 % هاينتخبوا عمر سليمان للتصدي لفاشية واستحواذية التيار الاسلامي من جهة والانفلات الأمني من جهة أخري .. وان كنت أري ان الانتخابات لن تكتمل بسبب يوم 2 يونيو حكم الرئيس المخلوع مبارك وفي كل الاحوال لن يرضي الشعب به.. أما في حالة الاعادة فيؤكد سليمان قائلا :" لن يقبل الاسلاميون بسقوطهم واتوقع سيناريوهات قريبة من التدخل الاجنبي او الاقتتال المسلح الداخلي الاشبه بالحرب الاهلية. نشر بالعدد 592 بتاريخ 16 ابريل 2012