توفي أمس الاثنين المخرج الإيراني الشهير عباس كياروستامي، الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية عن فيلم "طعم الكرز" عام 1997، والذي ظل يعمل رغم مقاومة الحكومة. وأعلنت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (إرنا) أن كياروستامي توفي الاثنين في باريس، حيث كان قد ذهب للعلاج من السرطان الأسبوع الماضي بعد خضوعه لعملية جراحية في إيران في وقت سابق من هذا العام. كتب كياروستامي وأخرج عشرات الأفلام خلال حياته المهنية التي امتدت لأكثر من 40 عاما. "طعم الكرز" الذي يروي قصة رجل إيراني يبحث عن شخص لدفنه بعد أن ينتحر، فاز بالجائزة الأولى في مهرجان كان السينمائي. كما كتب كياروستامي وأخرج فيلم "نسخة مصدقة" عام 2010 وهو من بطولة النجمة الفرنسية جولييت بينوش. وقال كياروستامي لدى ظهوره فى مدينة سيراكيوز الأمريكية إن "طعم الكرز" هو فيلمه الوحيد الذي لم يشاهده منذ إخراجه. ولفت إلى أن الفيلم أعاده إلى فترة من حياته كان يفضل عدم التفكير بشأنها. حظرت إيران الفيلم بزعم أنه يشجع على الانتحار. غير أنه قال "ولكنه في الحقيقة، اقتراح للعيش" في إشارة إلى الفيلم. من بين أفلامه الأخرى، فيلم (كلوز أب) الذي أخرجه عام 1990، والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية تحكي قصة شخص خدع أسرة عنية بادعائه أنه مخرج وأنه سيشركهم في فيلم. وكانت بداية شهرة كياروستامي خارج حدود إيران عام 1987 بفيلم "أين منزل صديقي" الذي يتناول قصة طفل صغير يبحث عن منزل صديقه الذي يقيم في القرية المجاورة لكي يعيد له دفاتره المدرسية. فيلم (ستحملنا الريح) الذي أخرجه عام 2000 يحكي قصة صحفي من مدينة ذهب إلى قرية للكتابة عن وفاة امرأة مسنة، لكن الوقت سمح لهم بدارسة وتقييم الحياة الريفية، حيث عاشت المرأة فترة أطول مما هو متوقع. وفي عام 2002، أخرج كياروستامي فيلم (10) الذي يجسد قصة سائقة سيارة أجرة في طهران وأحاديثها مع الركاب. ويقول الناقد روغر إيبرت "أنا غير قادر على إدراك مدى عظمة عباس كياروستامي"، مشيرا إلى أن سمعة مخرج الفيلم لا مثيل له. من جانبه، يقول المخرج مارتن سكورسيزي إن بعض الناس أشاروا إلى صور كياروستامي باعتبارها تمثل الحد الأدني، لكنه يرى العكس تماما. ويضيف أن كل مشهد في فيلمي (طعم الكرز) و(أين منزل صديقي)، يفيض بالجمال والدهشة. وفي السياق ذاته، قال سكورسيزي "أعرف عباس منذ 10 أو 15 عاما.. لقد كان إنسانا من طراز خاص.. هادئ، وأنيق ومتواضع.. لا أعتقد أنه يفقد أي شيء.. كان رجلا نبيلا حقا.. أحد الفنانين الكبار لدينا". في فيلمه "نسخة طبق الأصل"، تلعب بينوش دور امرأة فرنسية مع كاتب بريطاني، وسرعان تندلع التوترات بسرعة بين الاثنين، وفي نهاية المطاف يبدأ المشاهدون الشك في أن الاثنين يعرفان بعضهما البعض جيدا، وربما سبق لهما الزواج. بالنسبة لهذا الفيلم وغيره، كان كياروستامي يعمل خارج إيران بسبب الصعوبات التي تعترض صناعة السينما هناك. وقال في مؤتمر صحفي عام 2010 "لفترة طويلة، وضعت الحكومة الإيرانية العصى في العجلة بالنسبة للمخرجين المستقلين". خلف كياروستامي اثنين من الأبناء أحمد وبهمن كياروستامي، اللذان يعملان في مجال الوسائط المتعددة والأفلام الوثائقية.
