أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر عزم الحكومة وتصميمها على مواصلة دورها الوطني في هذه المرحلة الاستثنائية من العاصمة المؤقتة عدن، والمتابعة المباشرة لترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، وإطلاق عجلة بدء إعادة الإعمار والنهوض والتعامل مع المشكلات التي يواجهها المواطن في المجالات المعيشية والخدمية. وقال رئيس الوزراء في تصريح عقب وصوله مساء اليوم الإثنين، إلى عدن، إن اليمنيين مثلما اثبتوا لأنفسهم وللعالم قدرتهم على دحر مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من غالبية أراضي الوطن، يجب أن ينتصروا على مخططهم المستمر لشق الصف، كما أنهم مدعوون اليوم إلى الانتصار في مسيرة البناء وإعادة الإعمار. وأشار ابن دغر إلى أن الحكومة تدرك تماما ما ورثته من تحديات جسيمة ومعاناة مريرة يكتوي بنارها المواطنون في المحافظات المحررة ولن تتهرب من مسئوليتها وستعمل إلى جانب السلطات المحلية والمكونات السياسية والمجتمعية كفريق واحد لمواجهة هذه التحديات، مطالبا المواطنين بالتعاون والتكاتف لاجتياز هذه المرحلة الفارقة في تاريخ الوطن. وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة ستعمل بعزيمة وإصرار على تحقيق النجاح مع المواطنين وبهم، وأية أخطاء سيتم التعامل معها بجدية وحزم، مشيرا إلى أن مستقبل اليمن وشعبها لم يعد يحتمل المزيد من المخاطرة والعبث و"كلنا يعلم حجم التحديات التي ليست من صنع هذه الحكومة لكننا مسئولون عن حلها وتجاوزها بكل الطرق والوسائل". وتابع قائلا "إن الحكومة وهي تتواجد اليوم في العاصمة عدن لديها رؤية واضحة لما ينبغي عمله في الملف الأمني والخدمي. والمطلوب من الجميع هو التعاون وأن يكون سقف التوقعات في الحدود المعقولة فلا أحد يمتلك عصا سحرية لحل كل المشاكل دفعة واحدة، لكن الأهم هو البدء والمضي فيها دون تأخير أو تسويف". وأشاد رئيس الوزراء في ختام تصريحه بالدعم الأخوي الصادق الذي قدمته وتقدمه دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية ودولة الإمارات لمساندة الجهود الحكومية المبذولة في الإغاثة وإعادة الإعمار وتحرير بقية أجزاء الوطن من سيطرة مليشيات الانقلاب وبالتعاون مع الدول والمنظمات المانحة التي يتم التنسيق معها لتقديم المساعدة في عدد من الملفات. من ناحية أخرى، أكدت الحكومة اليمنية - في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية- أن عودة مجلس الوزراء اليوم إلى العاصمة المؤقتة عدن يأتي بهدف بدء أعمال ومهام الحكومة من داخل الوطن وتلمس هموم ومعاناة المواطنين المعيشية والعمل بكل الوسائل والسبل على حلها. وذكرت الحكومة أن لديها عددا من الملفات والمهام بحسب الأولويات الملحة والتي ستعمل على معالجتها وفي مقدمتها ملف الشهداء والجرحى واستيعاب المقاومة الشعبية في المؤسسة الدفاعية والأمنية وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وتحسين الخدمات مثل الكهرباء والمياه والبدء بإعادة الإعمار ومتابعة استكمال استعادة مؤسسات الدولة وتحرير ما تبقى من الأراضي من سيطرة المليشيا الانقلابية. وأضاف البيان أن الحكومة وبتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي عازمة على بذل جهود مضاعفة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في الدول والمنظمات المانحة للمضي قدما في التعامل مع هذه المهام وفقا لأولوياتها. وأشار إلى أن هذه الملفات والمهام تتطلب بالضرورة توحيد وتكاتف الجهود الوطنية للدولة والحكومة والسلطات المحلية والمكونات السياسية والاجتماعية للتحرك الجاد والفاعل في مواجهة التحديات الراهنة وإنجاز خطوات ملموسة في سياق هذه الملفات والمهام، مضيفا أن الانتصار الحقيقي والأهم في المحافظات المحررة وفي مقدمتها العاصمة عدن حاليا هو النهوض الفعلي بالجوانب الأمنية والخدمية.
