احتفلت سفارة بنما في مصر بقرب تدشين التوسعات في قناة بنما، والمقرر افتتاحها رسميا يوم 26 من يونيو الجاري، بمشاركة رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش وممثلون عن الحكومة المصرية وأعضاء السلك الدبلوماسى ووسائل الإعلام. وقدم سفير بنما في القاهرة، توماس جوارديا، عرضًا لتفاصيل افتتاح توسعة قناة بنما وتاريخها وأهميتها القتصادية والتاريخية، وذكر السفير أن أعمال التوسعة في القناة هي الأكبر فى مجال البنية التحتية فى تاريخ قناة بنما منذ افتتاحها فى عام 1914، ومن أحدث مشروعات البنية التحتية في القرن الحادى والعشرين وأكثرها تعقيدا. وأضاف السفير أن تكلفة التوسعات الجديدة بلغت 5 مليارات و250 مليون دولار، ولكى تتمكن هيئة قناة بنما من الحصول على التمويل اللازم الذى بلغ 2.3 مليار دولار لاستكمال أعمال التوسعة، وقعت عقود ثنائية ومتعددة مع عدد من هيئات الائتمان منها البنك اليابانى للتعاون الدولى بمبلغ 800 مليون دولار وبنك الاستثمار الأوروبى بمبلغ 500 مليون دولار وبنك التنمية للدول الأمريكية بمبلغ 400 مليون دولار ومؤسسة التمويل الدولية بمبلغ 300 مليون دولار ومؤسسة الأنديس للدعم بمبلغ 300 مليون دولار. ونوه السفير إلى أن توسعة القناة سينتج عنها تطورا تكنولوجيا كبيرا، ليس فقط لبنما بل لجميع الدول، كما سينعكس تأثيرها على تاريخ العالم، حيث أنها تربط جميع الممرات البحرية وتسهل حركة التجارة بين القارات الخمس، وبفضل هذا المشروع ستتضاعف القدرة لعبور السفن، وستزداد الكفاءة التشغيلية وستوفر المزيد من الموارد تمكننا من تقديم نوعية حياة أفضل للبنميين. وتابع: «سيكون لهذا المشروع قيمة هامة تنعكس على التنمية فى مختلف الدول، سواء المتقدمة أو النامية، وسيضخ إيرادات أعلى بصورة ملحوظة لاقتصاد بنما. ومنذ هذه اللحظة تحولت القناة إلى مصدر هام لخلق فرص العمل وتأهيل العاملين فى مختلف مجالات العمل. ومنذ بدء تنفيذه وفر المشروع أكثر من 30000 وظيفة». بدأت أعمال توسعة قناة بنما يوم 3 سبتمبر 2007 وتشتمل توسعة القناة على عدة مشروعات أهمها أهوسة جديدة المجموعة الثالثة من الأهوسة، وتشمل بناء هويسين جديدين مما يتيح ممر ثالث للعبور وقناة عند مدخل المحيط الهادى، وهى حفر قناة بطول 6.1 كيلومترات لربط الأهوسة الجديدة بالمحيط الهادى وهى موازية لبحيرة ميرافلوريس وتعميق غاطس القنوات الملاحية على طول الممر المائي وإدخال تحسينات على إمدادات المياه عن طريق زيادة مستوى التشغيل الأقصى لبحيرة جاتون بمعدل 45 سم لتحسين إمدادات المياه للقناة والمشروع. وتتيح الأهوسة الموجودة مرور السفن التي تصل حمولتها إلى 5000 حاوية قياسية. أما بعد التوسعة يمكن للسفن بناميكس المتوافقة مع الأبعاد القديمة للقناة أن تعبر القناة بحمولة قصوى تبلغ 13000 14000 حاوية قياسية، وبهذا توفر القدرة على التعامل مع السفن التي يصل عرضها إلى 49 مترا 160 قدما، وطولها 366 متر 1200 قدم، وغاطسها 15 مترا 50 قدما. ويوجد بالأهوسة الجديدة 16 بوابة متحركة تعمل من خلال تجويفات خرسانية تقع عموديا على غرف الأهوسة. وزن كل باب فى المتوسط 3200 طن، وهذا يختلف عن الأهوسة الحالية التى تستخدم بوابات مثبتة على شكل حرف V، وبفضل هذا التصميم تصبح البوابة كحوض جاف مما يتيح القيام بأعمال صيانة البوابة فى نفس المكان دون الحاجة إلى خلعها وبالتالى دون الحاجة لإيقاف التشغيل، ويسهم هذا التصميم فى زيادة قدرة ومرونة عمليات التشغيل، كما يقلل من الوقت اللازم للصيانة.
