ألقت استقالة محمد سعيد عبدالبر مسئول الملف التربوي داخل جماعة الإخوان المسلمين في قطاع الجيزة من الجماعة بداية الأسبوع الماضي بظلالها علي موقف التنظيم من د. عبدالمنعم أبوالفتوح والذي اصبحت قيادات التنظيم بسببه- وعلي أساس قراراتهم السلبية ضده- بمعزل عن شبابها وكوادرها خاصة الإصلاحيين منهم وعلي الرغم من التهديدات المتصاعدة من الشباب داخل الجماعة ضد قرار القيادات بعدم دعم «أبوالفتوح» في انتخابات الرئاسة والتي هددوا فيها باستقالات جماعية في حال إصرار القيادات علي موقفها هذا إلا أن د. محمد حبيب يري أن نسبة الذين سيصوتون ل«ابو الفتوح» لن تتعدي 10% وهو ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة في ظل اتساع رقعة الانشقاقات داخل الجماعة مما بات يهدد بقاءها كتنظيم حديدي مغلق بوصف المنتمين لها مع الأخذ في الاعتبار ردود الفعل الواسعة التي أثارتها استقالة عبدالبر من قبل الشباب المنتمين للجماعة مما سنوضحه في السطور التالية. في البداية وردا علي استفسارات الشباب من عبدالبر حول اسباب تأخره في تقديم الاستقالة التي تقدم بها بالرغم من قدم الأسباب التي ادت لها والتي استند فيها لما ورد في استقالة سابقة لها قال محمد سعيد عبدالبر إن السبب في ذلك أمور أربعة أولها الدراسة العميقة المبنية علي القراءة والسماع ممن عاصروا الشيخ حسن البناواعتقالات 54 و65 من داخل الجماعة وخارجها استغرقت وقتا طويلا جدا يقول ثم محصتها وفكرت فيها حتي استقررت عليها في وقت زائد علي الأول واضاف: كنت استشير إخواني واصدقائي من ذوي الخبرة والفهم والوعي وكان لدي أمل في محاولة الإصلاح عن طريق المدافعة من الداخل. وفي تعليقه علي الاستقالة قال المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف ما يغور في داهية.. ما يستقيل باب الجماعة مفتوح اللي عاوز يقعد فيها يقعد واللي عاوز يستقيل يستقيل. كانت استقالة عبدالبر من الإخوان قد تناول فيها سلبيات الجوانب التنظيمية للجماعة من الجانب الفكري والثقافي والجانب التربوي والجانب الإداري والجانب التنظيمي وجانب الأداء العام الحالي. وقال فيها: رأيت بنفسي ورأي الكثيرون غيري آثار هذا الأمر في تشوهات حصلت لكثيرين في فكرهم وأخلاقهم ومساراتهم في حياتهم الشخصية والاجتماعية والمهنية ولقد سمعت بأذني شبهات خطيرة ومخيفة من عدد كبير من أفراد الجماعة حول العقيدة والشريعة وكان الكثيرون منهم من أولاد قيادات الإخوان مما ينبئ عن خلل كبير لم نر كل آثاره بعد. وأشار إلي ما تقدم به الدكتور ابراهيم الزعفراني في مذكرة من 30 بندا معترضا علي الانتخابات الداخلية لمجلس الشوري ومكتب الإرشاد الحاليين ولم يلتفت إليه بل وأشيع- علي خلاف الواقع- أنه تراجع واعتذر عنها وشدد عبدالبر أنه تأكد بنفسه من الزعفراني وأكد له الأخير أنه لايزال متمسكا بكل ما فيها وحتي الآن لم ترد القيادة علي هذه المذكرة وأهملتها تماما بل ولما تمسك الدكتور بطلب الجواب كان الرد من قبل القيادة ساخرا متهكما بأن يقدم بلاغا للرقابة الإدارية!! بل إن الانحرافات المالية في نادي اعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة والمنسوبة لرئيس النادي «فرد من الإخوان» وأحيل الموضوع للدكتور فتحي لاشين للتحقيق الداخلي فيه وكتب الدكتور تقريرا ذكر فيه ما يراه من الحق في المسألة تم اخفاء هذا التقرير بل ومعاقبة من أعلن عن هذه الوقائع وهو فرد من الإخوان في قطاع وسط الجيزة وأستاذ في الاقتصاد ورغم نشر الموضوع إعلاميا ومعرفة الرأي العام به إلا أن القيادة لم تحرك ساكنا في الكشف عن وجه الحق فيه داخليا ولا إعلاميا وهو نفس الأمر حول إشكال مالي يتعلق بملكية مدرسة بالاسكندرية ونسب لأحد أعضاء مكتب الارشاد التورط فيه وأنه يرفض الإقرار للجماعة بملكية المدرسة مساوما علي معاش لايستحقه له ولأفراد اسرته ولم تحرك الجماعة ساكنا في الرد علي هذا. ويزيد هيثم أبوخليل في تفاصيل ماجري ويجري في تنظيم الجماعة مستدلا بواقعة مناقشة قرار فصل الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح في مجلس الشوري العام نتيجة مخالفته قرار الجماعة والترشح في انتخابات الرئاسة.. وما يدعي عن ممارسة الشوري في هذا القرار الخطير في فصل د. عبدالمنعم ابوالفتوح مذكرا بأنه قد تم التصويت علي فصل «أبوالفتوح» دون سماعه ولو عن طريق التحقيق معه أو إرسال أحد له أو قيام أحد بتمثيل الرأي الآخر وتم فصل الدكتور ابوالفتوح لمجرد أنه أعلن أنه ينتوي ولم يتقدم بالفعل وتساءل: كيف يحاسب الأعضاء زميلا لهم عن النية؟ وما هو البند أو النص في اللائحة الذي اعتمد عليه وعدد أبو خليل من ذلك أمثلة عدة منها أنه في انتخابات نقابة الأطباء اتصل الدكتور ابراهيم الزعفراني بالدكتور عبدالسلام البحيري أحد العاملين بقسم الأطباء« المهنة» داخل الجماعة وأخبره أنه ينتوي الترشح في انتخابات الأطباء الماضية علي مقعد غرب الدلتا وبدوره ابلغ الدكتور البحيري إخوانه في المهنة برغبة الزعفراني بالنزول في الانتخابات.. وتم التصويت وإعمال «الشوري» لأهل الاختصاص علي نزول مرشح ضد الزعفراني من عدمه وجاءت نتيجة التصويت بأغلبية ساحقة في صالح عدم الدفع بمرشح ضد الزعفراني وإخلاء المكان له وامتنع فرد واحد عن التصويت ثم رفع القرار النهائي لاعضاء المهنة إلي المكتب الإداري بالاسكندرية فتم رفض قرار قسم المهنة« وهذا ليس حقه حيث لم تذكر لائحة الجماعة هذا الحق مطلقا»ودفعت بالدكتور محمد البنا قبل غلق باب الترشح بساعات وتقدم الرجل متحرجا- فيما يكشف ابو خليل- بل اتصل بالدكتور الزعفراني يستأذنه في النزول أمامه لأنه يتعرض لضغط من الجماعة!!! وتبدأ الانتخابات ويتم الضرب بالشوري عرض الحائط وسقط الزعفراني والبنا وتنجح الدكتورة امتياز حسونة من تيار الاستقلال بفارق بسيط عن الدكتور ابراهيم الزعفراني!! ويكرر نفس النهج في انتخابات نقابة المحامين حيث يبلغ مختار نوح الجماعة بأنه سيترشح ضد سامح عاشور ويتكرر سيناريو الزعفراني مرة أخري حيث دفع مكتب الارشاد مباشرة بمحمد كامل نائب حزب الوفد وفي قمة الأزمة حول وثيقة الوفدي علي السلمي!! وتتشتت الأصوات بين كامل ونوح وينجح عاشور للمرة الثالثة!! وفي انتخابات نقابة المحامين الفرعية بالاسكندرية اجتمع المحامون الإخوان بثلاث مناطق بمناطق الاسكندرية «المنطقة الواحد تجمع عدة شعب» المنتزة - شرق- مينا البصل لاختيار مرشح المحامين الإخوان علي منصب نقيب المحامين بالاسكندرية وقد أجريت الانتخابات تحت إشراف الشيخ محمد حسين عيسي وممثل المهنيين محمود الشيخ وجاءت النتائج بحصول أحمد الحمراوي 34 صوتا وحسن صبحي 33 صوتا وصبحي صالح 32 صوت ورفعت النتيجة للمكتب الإداري للمحافظة لاعتماد أحمد الحمراوي كمرشح للجماعة علي منصب النقيب في الانتخابات الأخيرة فرفض المكتب الإداري النتيجة واعتمد صبحي صالح وكانت النتيجة أن نجح ولاول مرة مرشح للفلول وبنتيجة كاسحة بلغت ضعف الأصوات التي حصل عليها صبحي..!! في انتخابات 2010 يتابع أبوخليل أعلنت الجماعة أن قرار مجلس الشوري العام لصالح المشاركة في انتخابات مجلس الشعب قد بلغت 98% من إجمالي اعضاء المجلس الذين تم أخذ موافقتهم بالتمرير نظرا للتضييق الأمني.. وهنا- يقول- أنا تأكدت بنفسي عن طريق التواصل مع بعض من أعضاء مجلس الشوري العام والذين صوتوا برفضهم المشاركة وبعد نشر مقال «حتي الإخوان 98%» اتصل بي احد قيادات الجماعة الكبار السابقين وقال لي إنه تلقي اتصالا تليفونيا من أحد رؤساء المكاتب الإدارية للإخوان في إحدي المحافظات وقال له ما يذكره هيثم أبوخليل أقل من الواقع فالمكتب الإداري للمحافظة بالكامل «وبالطبع الإخوة الممثلون في أعضاء مجلس الشوري العام» قد اخذنا قراراً بالإجماع برفض المشاركة في انتخابات مجلس الشعب وقد ابلغنا قرارنا ذلك لمجلس الشوري العام ولمكتب الإرشاد..! وعن أول اجتماع علني لمجلس الشوري العام يوم 10 فبراير 2011 وفيه كانت جلسة - يصفها أبوخليل- بالعاصفة احتج بعض اعضاء المجلس بشدة علي اللقاء المعلن مع عمر سليمان والذي حضره الدكتور محمد مرسي والدكتور سعد الكتاتني ورفض الذهاب معهما الدكتور عصام العريان وذلك دون الرجوع لمجلس الشوري العام في مثل هذه الخطوة الخطيرة.. وبينما كان يحكي الدكتور محمد مرسي أسباب حضور اللقاء وما حدث أخطأ في الكلام وزل لسانه وقال ده خلاف الكلام الذي كان في اللقاء الأول وهنا -يكشف أبوخليل- انتفض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وفي غضب شديد ووجه كلامه للدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة كيف تقبل هذا ولا ترجع لمجلس الشوري العام في خطوة خطيرة مثل هذه !! لابد من فتح «تحقيق» معكم في اتخاذ قرارات بهذه الخطورة دون الرجوع إلينا.. وترك أبوالفتوح الاجتماع وانصرف غاضبا وهذا اللقاء السري هو أهم اسباب استقالة «أبوخليل» من جماعة الإخوان بتاريخ 2011/3/31 متحديا أن يكذبه أي عضو من مكتب الإرشاد ولم يحدث حتي الآن. أما عن طريقة اختيار الدكتور سعد الكتاتني في حزب الحرية والعدالة لرئاسة مجلس الشعب وطريقة اختيار زعيم الأغلبية فقد اعتبرها ابوخليل مثالا صارخا علي تنفيذ القرارات الفوقية دون الرجوع لاعضاء الإخوان الذين يزيد عددهم علي المائتي نائب فقد كان يجري في الزمن البائد وفي ظل التعسف الأمني انتخابات في مقر الكتلة وبصناديق زجاجية شفافة وبحضور ممثلين من باقي الأحزاب وهو ما لم يحدث مع الكتاتني وحسين إبراهيم. وفيما وصفه أبوخليل بفضيحة ورقة الاطار العام التي تم تعميمها علي المكاتب الادارية في جميع المحافظات مع بداية عام 2010 والتي تتحدث عن إطار للائحة الجديدة التي كثرت المطالبة بها خلال تلك الفترة والتي جاء فيها توحيد القيادة بالجمع بين مسئولية مجلس الشوري والمجالس التنفيذية في جميع المستويات كما هو معمول به وتتحدث عن اعتماد آلية انتخابات في تشكيل مجالس الشعب والمناطق والمكاتب الإدارية مع جواز نسبة لاتتجاوز 20% للتعيين إذا دعت الحاجة! قال أبوخليل: عندما قابلت الدكتور عصام العريان بعدها بثلاثة أشهر عندما تكرم علي بزيارة في مكان عملي في الاسكندرية بادرته بالسؤال: لماذا نفيت ورقة الإطار العام وهي كارثة وترجعنا للمربع واحد، فقال لي:دي ورقة قديمة يا هيثم وهنا يتساءل: لماذا ورقة اطار حاكم وبتوجيهات صريحة؟ هل هذه شوري؟ هل هذه مؤسسية..؟ هل هذه رغبة ناس عايزة تعمل تطوير ولائحة جديدة للجماعة..؟! وعلق أحمد إمام علي استقالة عبدالبر مخاطبا قادة التنظيم: ما مات شيخي أنتم الأموات في حين قالت سامية عبدالبر إحدي الاخوات بالجماعة: مبادئ الانتماء لها لاتمحي بجرة قلم ولا توهب بصك عضوية وباختصار فكر البنا ليس حكرا وهو نعت لمن يطبق. أبو بكر حسن أحد الاعضاء: اتفق مع ما جاء في الاستقالة فيما يخص الفساد المالي بالجماعة وقال: الفساد المالي ياه في حد بيتكلم عنه أهو ربنا يبارك فيك ياشيخ ده انا لما اتكلمت عن مشكلة مالية اتظلمت فيها واتشتمت من الكثير من الشباب وفي الاخر الحمد لله ربنا نصفني مضيفا : تخيل ياشيخ قيادي هددني بأمن الدولة وقت وجودي في الإخوان وأرسل لي بلطجية بسبب مشكلات مالية وهو الآن مسئولا للجنة السياسية بإحدي المحافظات. وقالت مريم سامي: اننا نتلمس فعلا كثيرا مما ذكرته ولا نعرف ما السبيل وكان رد عبدالبر: الوجود في الجماعة مبني علي أمرين: الافادة والاستفادة فلو غاب كلاهما فلتتركي الجماعة وإن بقي أحدهما أو كلاهما فلتبقي فيها. وقالت مي عبدالبر: لقد أجبرت بهذه الكلمات كل من استفتاك من الإخوان من قبل علي مراجعة نفسه مراجعة عميقة ودقيقة. فها هو الشيخ المؤتمن الذي نلجأ إليه ليوضح لنا الحكم الشرعي في أمور حياتنا المختلفة يوضح لنا حكما شرعيا آخر. إلا أن د. حاتم تاج الدين يقول: قد عشت تجربة مماثلة في أمريكا بدأت بانفصال الكثير من قيادات حركة المجتمع المسلم الأمريكي لاعتراضات مشابهة جدا كان هؤلاء الاعضاء فاعلين ومؤثرين اثناء وجودهم وكان أحدهم يقود اصلاح الشباب في 50 شعبة في أمريكا والآخر يقود العمل العام والآخر هو نائب الرئيس، صدقني أخذتهم الحماسة واستقالوا وصارت أعمالهم أغلبها فردي تختفي بسفرهم أو انشغالهم أو وفاتهم وفي المقابل ضعفت الحركة كثيرا منذ أربع سنوات ولا أجد مستفيدا إلا أعداءنا. وقد جالست أحد اعضاء الجماعة ممن هم علي مشربنا العلمي والمنهجي الاصيل فشكا لي من «ركاكة» المناهج و«الكتيبات» التي تقرر في مجال التربية ولما ذكرت له الكتب الثمينة التي كانت تدور عليها مجالس الإخوان قديما ضحك ضحكة تجمع بين السخرية والأسف وقال ما يعني: هذا لاوجود له! فما تقولونه حول انغلاق القيادات واختلافها عن البنا رحمه الله هو أمر مشاع في مجتمع الجماعة بل وشكا منه أكبر رجالها وانتقدوا ذلك علانية وقال عبدالرحمن عبدالبر حضرتك كده فهمتنا حاجات كتير الواحد كان حاسس بيها بس مش عارف يفهمها وحاسس بتناقض فيها ورد عليه محمد سعيد عبدالبر بأن لديه مزيدا وقال: أنا اصلا لم أكتب كل ما رأيت لأنه ليس كل ما تري يحسن أن تقوله. نشر بتاريخ 19 /3/2012