أن يتوج المصريون بكأس أفريقيا للشباب للمرة الرابعة..وفي هذه الظروف القاسية التي تعيشها الكرة المصرية فهذا إنجاز هائل. وأن يكون الانتصار بعد ماراثون طويل من الأداء الكروي الراقي في كفاح مستمر علي مدي 120 دقيقة ثم بركلات الترجيح فهو تأكيد أن هؤلاء الشباب وجهازهم الفني قد عقدوا العزم من أول يوم علي العودة بالكأس..ولم يتراجع للحظة هذا الإصرار علي الانتصار. وأن يلعب الفريق المصري الشاب في مجموعة كانت تضم منتخب البلد المضيف..والمنتخب الغاني القوي ويتصدر المجموعة بالتغلب عليهما وكذا منتخب بنين الشريك الرابع في المجموعة فهو تأكيد علي التميز والثقة بالنفس. وأن يجتاز الشباب المصري في طريق النهائي منتخب نيجيريا حامل اللقب في مباراة أظهر فيها تفوقه وعاد ليؤكد أنه الأفضل بالتغلب علي غانا في النهائي فهذا دليل دامغ علي أن الكأس ذهبت لمن يستحق . وأن يكون هذا المنتخب نتاج إعداد غاية في الصعوبة في ظروف بلد عاشت علي مدى أكثر من سنتين في دوامة لا تزال تعاني منها بشدة في كل المجالات حيث لم تتح له فرص الاحتكاك القوي بالقدر الكافي ، فأن الفريق البطل يؤكد معدن المصري القادر علي تحدي كل الصعاب والذي حير كل المتآمرين عليه بأنه لم يسقط رغم كل ما يحاك له منذ سنوات . كل هذه الأسباب وغيرها من مقومات النصر تجعلني وغيري من ملايين المصريين نشعر بالفرح لقيمة الفوز الذي تحقق ليؤكد معدة المصريين ..وخاصة إذا ما أضفنا أليه أن الفريق المصري لعب في بلد عربي يعاديه الجمهور ويساند منافسيه في كل المباريات. سنبقي نشعر بالفرح ..ونحتفل بمولد جيل جديد للكرة المصرية يكرر إنجازات أجيال أخرى سابقة حققت منذ عام 1981 إنجازات في بطولات الشباب سواء من جيل طاهر أبو زيد ومحمد حلمي وطارق سليمان ومحمد حشيش وهشام صالح وغيرهم الذين كان يقودهم هاني مصطفي وحصل علي أول لقب . ثم جيل 1991صاحب ثاني إنجاز و الذي كان يقوده محمد أبو العز وضم وليد صلاح الدين وهادي خشبة وتامر عبد الحميد وعقل جاد الله ومصطفى كمال وسامي الشيشيني وياسر رجب ونادر السيد وغيرهم . ومن بعده كان جيل 2003 الذي كان يقوده حسن شحاتة وقد جيل حقق للكرة المصرية إنجازاتها التاريخية فيما بعد منهم حسني عبد ربه وأحمد فتحي وعمرو زكي و الراحلان محمد عبد الوهاب وأحمد فتحي وعماد متعب وإسلام شكري ..وأمير عزمي مجاهد وغيرهم . ويجئ هذا الجيل الذي قاده ربيع ياسين ويقدم لمستقبل الكرة المصرية نجوم المستقبل صالح جمعة ومسعد عوض ومحمود عبد المنعم (كهربا) ورامي ربيعه وياسر إبراهيم ومحمود حسن ( تريزيجية ) ومحمود متولي وعمر بسام وغيرهم . إن هذه المجموعة من النجوم الصاعدة تؤكد أنها ستكون قوة دافعة للمنتخب الوطني الأول الذي ينافس بقوة حاليا للصعود لكأس العالم وهو ربما الذي أزعج البعض من الذين يرون تفوقهم في تدمير الأخيرين لا في منافستهم بشرف. ووسط الفرحة لابد أن أشعر مثل الملايين في مصر وخارجها بالخجل للجمهور الكروي الجزائري الذي لم يحسن تمثيل بلاده وهو يصر من مباراة إلي أخرى علي تشجيع أي فريق يلعب ضد المنتخب الوطني المصري . أعتقد ان الحجج الواهية التي كان البعض يتعلل بها من قبل حينما كانت تعلن الحرب في المدرجات والطرقات من أنها من صنع نظام الحكم السابق في مصر قد زالت وأن الجمهور الكروي الجزائري كان أمام اختبار بسيط جدا بعد ابتعاد فريقه عن المنافسة ولكنه للأسف كان يشجع بنين ثم نيجيريا وغانا!! كم يشعر المواطن المسلم العربي مثلي بالخجل أن لا يحُسن هؤلاء المشجعون تمثيل بلدهم في هذه البطولة القارية ..ويغرسون في قلوب شباب المنتخب المصري مشاعر سلبية ناحية هذا البلد الشقيق وهم يرون أخواتهم في دينهم وعروبتهم يشجعون منافسيهم.. للأسف اشعر بالخجل.