لعب المنتخب المغربي مباراته الأخيرة، الأحد في المجموعة الأولى بكأس أمم أفريقيا، أمام جنوب أفريقيا، مستضيف البطولة، بشكل مختلف عن المباراتين السابقتين. كان المنتخب المغربي الأفضل والأكثر هجوما طوال المباراة، التي انتهت بهدفين لكل فريق وأسفرت عن خروج "أسود الأطلسي" من الدور الأول للبطولة. وربما دفع ذلك الأداء الجيد المدرب الوطني، رشيد الطاوسي، للقول بكل ثقة، في مؤتمر صحفي عقب المباراة إن فريقه "ودع البطولة بكرامة". وأضاف الطاوسي أنه تمكن من "إحراج منتخب جنوب أفريقيا طوال المباراة" على أرضه ووسط جماهيره، الذين تجاوز عددهم 60 ألف شخص، في ملعب موزيس مابيدا، بمدينة ديربان الساحلية. ويرى الطاوسي، الذي تسلم مهمة تدريب المنتخب المغربي في نهاية العام الماضي، أن فريقه "حقق إنجازا بعدم تلقيه أية هزيمة" في مبارياته الثلاث، التي لعبها أمام أنغولا وجزر الرأس الأخضر وجنوب أفريقيا. ويمتلك الفريق المغربي مجموعة من اللاعبين الشباب، الذين قد يشكلون نواة لفريق قوي قادر على المنافسة في كأس أمم أفريقيا المقبلة، التي تحتضن المغرب نهائياتها في عام 2015. ولذلك، يضيف الطاوسي، "ينبغي أن يستمر هذا الفريق، إذ لديه الأساس القوي ومتوسط أعمار لاعبيه لا يزيد عن 24 سنة". بيد أن المنتخب المغربي سيبقى في حاجة ماسة إلى علاج مشكلة إهدار الفرص السهلة، التي عانى منها في هذه البطولة. فرغم تفوق الفريق في كل مبارياته على الفريق الخصم، وصنع لاعبيه للعديد من الفرص، إلا أنهم لم يتمكنوا من ترجمة غالبية تلك الفرص إلى أهداف. وكانت مباراة الأحد أمام جنوب أفريقيا أكبر دليل على ذلك، حيث أضاع يوسف العربي وحده ثلاث فرص، وجها لوجه مع حارس مرمى جنوب أفريقيا، وهي الفرص التي كانت كفيلة بضمان صعود "أسود الأطلسي" إلى دور الثمانية. وسعى الطاوسي لالتماس العذر لضعف فاعلية الفريق في إحراز الأهداف قائلا إنه تسلم قيادة الفريق منذ شهرين فقط، مضيفا أن المنتخب المغربي تحسن أداؤه كثيرا في هذه الفترة الوجيزة. وما زال الرجل يرى نفسه الشخص المناسب لقيادة الفريق في تصفيات كأس العالم 2014 وكذلك الاستعداد لكأس أمم افريقيا المقبلة لأنه "مدرب يعشق التحدي" على حد وصفه.