ستتوقف ساعة الزمن قليلا مع حلول الساعة التاسعة من مساء اليوم في معظم البلدان العربية ليتسنى للجماهير مشاهدة ديربي المغرب العربي بين المنتخبين الشقيقين تونس والمغرب في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية من بطولة كأس أمم إفريقيا المقامة في غينيا الإستوائية والجابون. ساعتان فقط من الزمن.. تتجه فيهما عيون كل متابعي البطولة إلى مدينة ليبرفيل الجابونية ، وبالتحديد إلى ملعب "ستاد دو جونديه" لمشاهدة نسور قرطاج يواجهون أسود الأطلس في معركة كروية على زعامة المجموعة. المنتخب المغربي: الثأر وحلم تعويض إخفاق 2010: بعد إخفاق المنتخب المغربي في التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2010 التي أقيمت في أنجولا ، يأمل أسود الأطلس في إثبات جدارتهم لللقارة الإفريقية وأن أيام المعاناة قد إنتهت تماما ، وأن الأسود بدءوا عهدا جديدا مع المدير الفني القدير إيريك جيرتيس. كما أن المنتخب المغربي يدخل المباراة محملا بعبئ إضافي وهو مطالبة الجماهير بالثأر من المنتخب التونسي بعد أن تمكن الأخير من الفوز عليهم في نهائي بطولة كأس الأمم التي أقيمت عام 2004 في تونس. وربما يعول المنتخب المغربي كثيرا على مجموعة النجوم التي يضمها تشكيل المنتخب ، واللذين يلعبون في عدد من الدوريات الأوروبية الكبيرة ، مثل نجمي الفريق عادل تعربات ومروان الشماخ اللذان يلعبان في الدوري الإنجليزي الممتاز ، الأول ضمن صفوف كوين بارك رينجرز ، والثاني مع فريق الأرسنال ، بالإضافة إلى مهدي بن عطية مدافع أودينيزي ، وحسين خرجه لاعب وسط فيورينتينا الإيطالي. يخوض إيريك جيرتس المباراة وهو مرتاح البال ، بعد أن واجه المنتخب الجزائري في التصفيات ونجح في الفوز عليه ، وهو ما يشكل نقطة لصالح المنتخب المغربي إذ أن أسلوب لعب تونس يشبه كثيرا أسلوب لعب محاربوا الصحراء. وقد يعتمد المدير الفني البلجيكي في حراسة المرمى على نادر المياغري حارس الوداد البيضاوي ، أو محمد السيف حارس مرمى فريق أوجسبورج الألماني ، ويبدو أن صراع اللاعبين للدخول في التشكيلة الرئيسية في خط الدفاع محسوم لصالح عبدالحميد الكوثري ومهدي بن عطية في قلب الدفاع ، على أن يشغل ميكائيل كريستيان بصير مركز الظهير الأيمن ، ويشغل بدر القدوري الظهير الأيسر. وفي منطقة الوسط قد يستعين جيرتيس بخمسة لاعبين لفرض سيطرته على وسط المعب وإحداث نوع من الزحام أمام لاعبي تونس ، وقد يكون الخماسي هم عادل تعربات وحسين خرجه وكريم الأحمدي ومبارك بوصوفه ويوسف حجي ، على أن يلعب بمهاجم وحيد هو قائد المنتخب مروان الشماخ. تونس: لتأكيد التفوق القاري إذا بدأنا الحديث عن تونس ، لن يمكننا الحديث فقط عن المنتخب التونسي ، لكن علينا أيضا ألا نغفل الإشارة إلى نادي الترجي التونسي الذي تمكن من الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي ، والذي يشكل لاعبيه تقريبا ثلث لاعبي المنتخب ، ومنهم اللاعب الخطير أسامة الدراجي الحاصل على لقب أفضل لاعب داخل القارة السمراء. يتميز خط وسط المنتخب التونسي بقوة لاعبيه وسرعتهم ، بالإضافة إلى إنضباطهم التكتيكي ، خاصة رباعي الترجي خالد القربي ومجدي تراوي وأسامة الدراجي ويوسف المساكني الذي يعد احد أفضل اللاعبين في المنتخب التونسي نظرا لمساندته للهجوم بإمكانيته العالية ، وإرتداده السريع لدعم المناطق الدفاعية. ويعول المدير الفني التونسي سامي الطرابلسي بجوار لاعبي الوسط على خبرات لاعبي الدفاع الطويلة في مختلف البطولات خاصة قائد المنتخب كريم حقي مدافع فريق هانوفر الألماني الذي سيتكون عليه أعباء كثيرة في مواجهة هجوم المغرب الضاري. ويواجه الطرابلسي موقفا في غاية الصعوية حيث يغيب هداف المنتخب ومهاجم فريق أوكسير الفرنسي عصام جمعة عن المباراة الأولى نظرا لعد تعافيه بعد من الإصابة ، وهو ما قد يربك حسابات المدير الفني الذي حصل مع منتخب تونس على كأس الأمم الإفريقية للمحليين بشكل كبير. وإذا تحدثنا عن التشكيل المتوقع فسنجد أن حارسا مرمى المنتخب أيمن المثلوثي حارس النجم الساحلي ومعز بن شريفية حارس الترجي مستواهما الفني متقارب للغاية ، وإن كان الأول هو الأقرب لحارسة مرمى المنتخب نظرا لخبرته مع المنتخب ، أما في خط الدفاع فالتشكيل المتوقع هو كريم حقي وأيمن عبد النور وبلال عيفه وخليل شمام. أما في منطقة الوسط فقد يدفع بأربعة لاعبين هم خالد القربي ويوسف المساكني وياسين الشيخاوي وأسامة الدراجي ، ومن أمامهم مهاجمان هما صابر خليفة وزهير الذوادي ، أو قد يدفع بمهاجم واحد هو خليفة ، على أن يضيف لاعبا في وسط الملعب قد يكون مجدي تراوي.