40 ألف مدنى محاصرون بالألغام وعناصر حزب الله.. ويواجهون ظروفا إنسانية كارثية.. والجوع يقتل 20 شخصًا حذر نشطاء سوريون من تعرض نحو 40 ألف مدنى من سكان بلدة مضايا فى ريف دمشق، للموت البطىء جراء الجوع، فى تلك البلدة التى تتعرض لحصار عقابى منذ نحو 6 أشهر. وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية فى تقرير لها أمس، إن سكان البلدة محاطون بالألغام الأرضية وقوات من حزب الله اللبنانى، ويعانى المئات منهم من سوء التغذية، ومع النقص الحاد فى المواد الغذائية الأساسية، لجأ الكثيرون منهم إلى تناول النباتات البرية والحشرات وحتى القطط. ونقلت الصحيفة عن ناشط إعلامى فى البلدة، يدعى ناصر إبراهيم (اسم مستعار) قوله إنه «ليلة رأس السنة الجديدة تمكن من أكل 50 جراما من الأرز»، مضيفا أنه «اليوم، ومع تغطية الثلوج للمدينة، يتوقع أن يعانى من الجوع». وتابع: «الوضع الانسانى خطير للغاية، فقد توفى العديد من الأشخاص من الجوع وسيلحق بهم كثيرون إذا لم يُسمح بأية مساعدات فورية». وأشارت الصحيفة إلى أنه «فى الأسابيع الأخيرة ظهرت صور لجثث لأشخاص يعانون من الهزال فى المدينة الواقعة على بعد أميال من الحدود اللبنانية»، لافته إلى أن «نحو 20 رجلا ماتوا من الجوع حتى الآن، وفقا لما ذكره الناشط السورى». وأفادت الصحيفة بأن «من بين هؤلاء الضحايا كان جميل علوش، وهو كهل يعمل مزارعا توفى قبل عيد الميلاد بفترة وجيزة»، لافتة إلى «تداول صورته على نطاق واسع على وسائل الإعلام الاجتماعية وهو موضوع على نقالة من ألواح خشبية وتبدو عيناه غائرتين فى وجهه، وعظام قفصه الصدرى بارزة بشكل صارخ وتبدو التجاويف بينها». ونقلت الصحيفة عن ناشط بالبلدة يدعى حسين عساف قوله إن «علوش كان فى الأصل من بلدة قريبة من الزبدانى ولكنه كان واحدا من العديد من المدنيين الذى اعتقلوا وتم اقتيادهم إلى مضايا على أيدى أفراد من حزب الله كرهائن من أجل مساومة جيش الفتح (فصيل سنى) حول حصاره لبلدتى الفوعة وكفاريا الشيعيتين فى محافظة إدلب (شمال). وأشارت الصحيفة إلى أن عساف الذى ينحدر من مضايا ومقيم الآن فى الولاياتالمتحدة، أكد أن سكان البلدة يئسوا من إنهاء الحصار على مضايا وعلى البلدتين الشيعيتين أيضا، ونظموا احتجاجات للمطالبة بمساعدات إنسانية والسماح للجرحى والمرضى بالخروج من البلدة. ولفتت الصحيفة إلى أن مضايا خاضعة لحصار تجاوز 200 يوم، وآخر مساعدات سمح بدخولها إلى البلدة منذ شهر تقريبا. الناشط إبراهيم عاد وقال إن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بشكل رهيب بلا رقيب، فكيلو الارز بلغ سعره 100 دولار، كما أظهرت إحدى الصور الفوتوغرافية عرض سيارة للبيع مقابل 10 كيلو أرز أو 5 كيلو من لبن الأطفال، لافتا إلى أن «هناك 850 طفلا رضيعا فى حاجة ماسة للحليب، فضلا عن وفاة 6 أطفال حديثى الولادة لعدم قدرة أمهاتهم على إرضاعهم». وتابع إبراهيم: إن 10 رجال لقوا حتفهم فى محاولة كسر الحصار، إما برصاص قناص أو بفعل الألغام الأرضية المزروعة حول أطراف البلدة، كما فقد 15 رجلا آخر و6 أطفال إحدى أرجلهم أو أيديهم أو كليهما جراء تلك الألغام.