تقدم الدراما الرمضانية هذا العام خليطا من الشخصيات التى تسعى للحكم فتقدم العمدة بشكل جديد من خلال صابرين فى «العمدة هانم» وأيضا من خلال عمدة المصراوية الجديد ممدوح عبدالعليم وهناك سيدة أخرى تحكم بلدا هى النجمة إلهام شاهين فى مسلسل علشان مليش غيرك. تقول صابرين: المسلسل تم كتابته بالكامل قبل أن تتولى العمدة «إيفا» منصب عمدة بإحدى قرى اسيوط. وأضافت أن المسلسل تنبأ بتولى المرأة منصب «العمدة» فى مصر، ونناقش هذه الفكرة بطريقة «لايت كوميدى» ساخر حيث نستعرض كيف تتعامل هذه السيدة مع مجتمع لا يعترف إلا بكل ماهو ذكورى فقط. الفنانه إلهام شاهين تقدم شخصية المرأه الحاكمة لبلد بأكملها فى مسلسل «علشان مليش غيرك» فهى التى تتحكم فى مصائر وأقدار الرجال وتتصدى لردود أفعالهم، وتقول إلهام إن شخصية «منيرة» التى تقدمها فى المسلسل هى زوجة لرجل يسمى حسن الرشيدى، والبلدة التى تسكنها اسمها «نزلة الرشيدى»، تتوارث عائلة زوجها حكم هذه البلده أبا عن جد، وعندما يتوفى زوجها تحاول أن تورث ابنها منزلة ومكانة أبيه، ولكنها تفاجأ أن الابن لا يملك الاستعدادات والمقومات التى تجعله يحكم بلدا، فتضطر أن تتولى هذا المنصب بنفسها وتصبح كبيرة النزلة. وتضيف، هذه المرأه فى حياتها ليس ديكتاتورة أو متسلطة، بالعكس فهى تريد مساعدة كل الناس وتغير حياتهم، وإذا قسنا ما يحدث فى المسلسل على الواقع سنكتشف دور المرأة فى المجتمع، فالمرأة تستطيع فعل كل شىء وعندنا نساء فى المجتمع متميزات فى كل المجالات منهن الوزيرة والقاضية، ونؤكد أن المرأة الآن تسهم بشكل كبير فى إصلاح المجتمع. إيفا هابيل أول سيدة تشغل منصب عمدة فى مصر بادرتنا بقولها: حكم المرأه ليس جديدا على مدى التاريخ، فالمرأة فى مصر كانت حاكمة منذ أيام الفراعنة فكانت هناك كليوباترا وحتشبسوت، وأيضا شجرة الدر، وخارج مصر بلقيس، وأقول هذا لأن البعض وصف تولى المرأه لمنصب العمدة بالطفرة، فإن كانت المرأة تراجعت فى الفترة الماضية عن القيادة فهذا ليس معناه أنها لا تملك القدرة عليها، فالمرأة مخلوقة لا يفرقها عن الرجل شىء، وكل ما فى الأمر أن هناك سيدات تملكن شخصية القائد وآخريات لا، وهذا هو الحال عند الرجال أيضا، ولذلك ارفض تصنيف مناصب معينة بأنها تصلح إلا للمرأه وأخرى لا تصلح إلا للرجل، فأى منصب لابد أن تكون الكفاءه فقط هى السبيل الوحيد للترشح له. ولابد أن تنظر المرأه لحقوقها وتطالب بها وتستغل النهضة الكبيرة التى تعيشها المرأة فى مصر الآن. وبوجه عام لا يجب أن ننظر أو نقتدى بالدول التى لا تعمل المرأه بها لأن فى هذه الدول يجبرون المرأة على الجلوس فى البيت. وعما إذا كانت الناس تقبلوها بدون أن يعترضوا على قراراتها، قالت: إن كل أهل القرية التى أعيش بها متقبلين الوضع تماما خاصة أننى كنت أعمل محامية قبل أن أتولى هذا المنصب بعد وفاة أبى، وكان كل أهل البلدة يلجأون لى فى استشاراتهم، فالوضع لم يختلف كثيرا فبدلا من أننى كنت أعطى استشارات أصبحت أفصل فى الأمور. وعما إذا كانت تعرف أن هناك عملا يقدم عن أول عمدة فى مصر قالت أعرف أن هناك مسلسلا وأعرف أيضا أنه لا يتناول سيرتى لأن الكاتب انتهى منه قبل أن أكون عمدة، وفكرة المسلسل مطروحة بشكل كوميدى، لأن المؤلف كان مستبعدا فكرة أن يكون هناك امرأة عمدة فى يوم من الأيام، فطرح سؤالا ماذا لو أصبحت المرأة عمدة؟ ولم يكن يتخيل أن هذا سيحدث قبل أن يعرض مسلسله.. وأضافت: أن يتم إنتاج عمل فنى يقدم المرأة عمدة ليس ما أتمناه، لأنى أفضل أن يكون هناك أكثر من امرأة فى منصب العمدة فى مصر على أن يقدم ذلك فى التليفزيون أو السينما ويكون هذا واقعا، وألا تعامل المرأة فى المجتمع على أنها مواطنة درجة ثانية، لأن فى النهاية الفرق بين العمدة الرجل والعمدة المرأة هو فقط الأسلوب، ليس أكثر، وفى النهاية كل واحد له طريقته. ويقول المؤلف أسامة أنور عكاشة: العمدة فى «المصراوية» هو رمز للحاكم حيث يمثل نشأة السلطة الوطنية فى مصر واختيارى لشخص العمدة لأنه مناسب فى الفترة التى تدور فيها أحداث المسلسل وهو عمدة مختلف تماما عن العمدة فى «ليالى الحلمية» الذى كان يمثل عمد الريف الذين جاءوا إلى القاهرة رغبة فى الحصول على الألقاب وهى ظاهرة كانت لها وجود، وبالتالى أرى أنه لابد أن نتعامل مع شخصية العمدة وفقا للظرف التاريخى الذى تدور فيه أحداث المسلسل لأن العمل الدرامى إذا كانت يدور حول صراعات حديثة فشخصية العمدة هنا لا محل لها من الإعراب لأنها أصبحت شخصية فولكلورية لا دور لها على أرض الواقع حاليا، وهنا أرى أنه من يستعين بشخصية العمدة فى هذه الظروف يحاول اسثمار نجاح الشخصية فى أعمال أخرى مضت.