قتل جنود أتراك وأصيب آخرون بجروح، الأحد، في هجوم كبير لمتمردي حزب العمال الكردستاني في محافظة هكاري جنوب شرق تركيا، وفق ما أعلن الجيش التركي. ورد سلاح الجو التركي على الفور بتنفيذ غارات على مواقع لحزب العمال في جنوب شرق تركيا في تصعيد إضافي للتوتر في النزاع المستمر منذ عقود بين الطرفين. من جانبه، قطع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو زيارة إلى قونية في الأناضول لحضور مباراة لمنتخب بلاده في كرة القدم، وعقد اجتماعا أمنيا طارئا في أنقرة، بحسب وكالة الأناضول. وذكر الجيش التركي، في بيان، أن "حزب العمال الكردستاني هاجم عربتين عسكريتين في منطقة داليدجا في هكاري المعروفة بأنها معقل للمتمردين الأكراد"، لافتا إلى أن "عربتين مصفحتين تعرضتا لأضرار جسيمة بعبوات ناسفة بدائية الصنع زرعت على الطريق". وأكد أنه "قتل عدد من جنودنا في الانفجار وأصيب آخرون بجروح"، معلنًا أنه "ردًا على الهجوم، أغارت أربع طائرات مقاتلة من طرازي «إف-4» و«إف-16» على 13 هدفا لحزب العمال في جنوب شرق تركيا". وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية، بمقتل العديد من "الإرهابيين" دون تقديم حصيلة دقيقة. وعبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع محطة تلفزيون «آ-هابر» الخاصة عن "صدمته الشديدة إزاء هذا الهجوم". وقال أردوغان، إن "المعلومات التي قدمتها قيادة الأركان محزنة، دون أن يقدم بدوره حصيلة. وأضاف: "لقد وقع الحادث خلال عملية ضد متمردي حزب العمال"، لافتا إلى أن "الهجوم جرى بواسطة لغم"، متوعدا "برد استثنائي وحاسم". وأعلن حزب العمال الكردستاني، في تصريح نشره موقع جناحه العسكري «قوات الدفاع الشعبية»، أنه "قتل 15 جنديا في عملية تخريب وعدة هجمات"، ومن المعروف أن المجموعة تضخم أحيانا حصيلة هجماتها. وتحدثت تقارير غير رسمية على الإنترنت عن حصيلة أكبر بكثير من أي هجوم آخر لحزب العمال في فترة التصعيد الأخيرة في تركيا. وليس معهودا أن يمتنع الجيش عن تقديم حصيلة دقيقة بعد هجوم ما كثف التكهنات بارتفاع عدد القتلى أكثر من المعتاد، وأو بمجرد جهله. وعاد داود أوغلو بعدما شاهد منتخب بلاده يهزم هولندا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016 من قونية على وجه السرعة وعقد اجتماعا أمنيا مع مسؤولين من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال خلوصي اكار ومدير الاستخبارات هاكان فيدان. وينفذ حزب العمال الكردستاني عمليات يومية ضد القوات المسلحة التركية منذ أطلقت أنقرة في يوليو حملة كبرى "لمكافحة الإرهاب" في صفوف حزب العمال الكردستاني منهية العمل بوقف لإطلاق نار أعلن قبل سنتين. ويشن العسكريون يوميا غارات وعمليات برية ضد معاقل حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق. وقتل حوالى 70 عنصرا من القوات التركية. وحمل الحزب الكردي السلاح في 1984 من أجل إنشاء دولة مستقلة للأقلية الكردية التركية في البدء، لكنه لاحقا ركز مطالبه على تعزيز الحقوق والحكم الذاتي. وقتل شرطيان، الأحد، في هجوم في منطقة سور في محافظة دياربكر نسب إلى المتمردين الأكراد، بحسب مصادر أمنية ل«فرانس برس». ويأتي تصاعد العنف فيما تستعد البلاد لانتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر بعد انتخابات يونيو التي أفقدت حزب أردوغان أكثريته البرلمانية. في أسطنبول، تدخلت شرطة مكافحة الشغب لتفريق مجموعة من 150 شخصا القوا الحجارة على مبنى الصحيفة في حي باجيلار لاتهامها بتحوير تصريحات للرئيس. وأعلن أردوغان، الأحد، معلقا على أعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا في مقابلة اجرتها معه شبكة «آ هابر» التلفزيونية الموالية للحكومة في بث مباشر أنه "لو حصل حزب على 400 مقعد في الانتخابات وبلغ العدد المطلوب في البرلمان لتغيير الدستور، لكان الوضع مختلفا". وألمحت صحيفة «حرييت» في تغريدة على «تويتر» إلى أن "هذا التصريح يشير إلى هجوم، الأحد"، وكتبت "تعليق أردوغان حول داليدجا: لما كان حصل لو فازوا ب400 مقعد". ومحت الصحيفة لاحقا تغريدتها التي أثارت موجة احتجاجات من أنصار حزب العدالة والتنمية على «تويتر»، داعين إلى تظاهرات ضد الصحيفة.