أصدرت محكمة في ميانمار يوم الثلاثاء حكما بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة بحق زعيمة المعارضة أونج سان سو كي ، ولكن المجلس العسكري الحاكم خفف العقوبة في الحال إلى الإقامة الجبرية لمدة 18 شهرا. وخلصت محكمة خاصة مشكلة في سجن إنسين إلى أن سو كي - 64 عاما - مدانة بخرق قوانين الإقامة الجبرية بالسماح لمواطن أمريكي بزيارتها حيث سبح إلى منزلها المطل على إحدى البحيرات وذلك في 3 مايو الماضي. وقام رئيس المجلس العسكري الحاكم في ميانمار الجنرال ثان شوي على الفور بتخفيف الحكم من السجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة إلى الإقامة الجبرية عام ونصف. وأدانت المحكمة ذاتها خادمين كانا بمنزل سو كي وأصدرت بحقهما حكما بالسجن ثلاث سنوات . كما صدر حكم بحق المواطن الأمريكي جون ويليامز يتاو بالسجن 7 سنوات بتهمة ارتكاب مخالفتين للقواعد المفروضة على حاملي التأشيرات والسباحة دون تصريح إلى منزل سو كي عبر بحيرة إينيا. وبعد إعلان القضاة قرارهم بوقت قصير أعلن وزير الداخلية في ميانمار ماونج ماونج وو في المحكمة أن القائد الأعلى للمجلس العسكري الحاكم ثان شوي قرر تخفيف الحكم على سو كي إلى الإقامة الجبرية عام ونصف العام في منزل عائلتها في يانجون. وقال ثان شوي في بيان إنه خفف الحكم بحق سو كي نظرا لأنها ابنة بطل استقلال ميانمار الجنرال أونج سان وذلك لحفظ السلام والاستقرار في البلاد والتأكيد على أن ميانمار تتبع "مسار الديمقراطية". وسيؤكد قرار وضع سو كي قيد الإقامة الجبرية 18 شهرا على أنها لن تكون طليقة خلال فترة الانتخابات العامة المقررة في ميانمار العام المقبل والتي ستجري على الأرجح في مايو المقبل. وقال ثان شوي "شعرت بضيق بسبب المحاكمة ولكني لم أتدخل في العملية القضائية". ووضع ثان شوي عدد من الشروط بخصوص اعتقال سو كي من بينها التزامها بالبقاء في المنزل مع السماح لها بكتابة خطابات ومشاهدة قنوات التليفزيون الحكومية ، وقال إنه في حالة التزامها بالشروط يحتمل العفو عنها بشكل سريع. كما خفف ثان شوي الحكم الصادر بحق خادمي سو كي إلى الاعتقال 18 شهرا. ووجهت الدعوة لصحفيين من ميانمار يمثلون وسائل إعلام أجنبية ودبلوماسيين أجانب لحضور جلسة المحكمة صباح اليوم في اللحظة الأخيرة ، وهو ما زاد من الأمل في بعض الرأفة. وكان من الممكن أن تواجه سو كي عقوبة قصوى بالسجن لأكثرمن 5 سنوات. وكان من المقرر في البداية أن تصدر المحكمة الخاصة التي شكلت في سجن إنسين سيء السمعة في يانجون حكمها في 31 يوليو ولكن جرى تأجيل ذلك حتى اليوم الثلاثاء بدعوى وجود "مشكلات قانونية". ووجهت انتقادات على نطاق واسع ضد النظام العسكري في ميانمار بسبب توجيه تهم جديدة لسو كي التي قضت بالفعل 14 عاما من ال20 عاما الماضية قيد الاعتقال. ومنح المواطن الأمريكي جون ويليامز يتاو - 53 عاما - للمجلس العسكري الحاكم الفرصة الذهبية لاتهام سوكي حيث سبح إلى منزلها الذي كانت تقضي به عقوبة الإقامة الجبرية والواقع على بحيرة إنيا وذلك في 3 مايو وبقي به حتى 5 مايو ، وهو ما يعتبر انتهاك لقواعد الإقامة الجبرية التي كانت تخضع لها زعيمة المعارضة والتي كان من المقرر أن تنتهي في 27 مايو الماضي. وكان يتاو الذي يعتنق العقيدة المورمونية قد دخل مستشفى يانجون العام حيث يعاني من الصرع ، وأعيد مساء الاثنين إلى سجن إنسين حسبما أكدت مصادر في المستشفى. وأفادت تقارير بأن السلطات في ميانمار منحت تأشيرة للسيناتور الأمريكي جيم ويب رئيس اللجنة الفرعية المختصة بشئون منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لزيارة ميانمار في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقالت مصادر في واشنطن إن ويب سيطلب من النظام إطلاق سراح يتاو على أساس اعتبارات إنسانية .