لأن الشعر لا يصل إلا لمُريديه، فإضفاء القليل من الموسيقى والألحان كفيل بأن يصل الشعر إلى الشريحة الأكبر من الناس، حيث الموسيقى، هل اللغة الوحيدة، التي يجيدها الجميع دون تعلم، ومها بلغت عظمة لغة الشعراء، وحُسن مجازهم، وسهولة الألفاظ، لا تستطيع القصيدة الثبات في الذهن والذاكرة مثل الألحان. لذلك كانت فكرة القصائد المغناة، بعيدا عن الشعر الغنائي في الأساس، هي التركيبة الفنية الأغنى عبر التاريخ الموسيقي والأدبي. تمر اليوم ذكرى وفاة الشاعر السوري «نزار قباني» الذي يعد من أهم الشعراء العرب في العصر الحديث، وعلى مدى 50 عامًا تسابق أهم المطربين العرب للحصول على قصائد نزار قباني وتلحينها ليزينوها بأصواتهم. في البدء كانت أم كلثوم، حيث افتتحت قصائد «قباني» المغناة بغنائها قصيدتين، للمفارقة، غير عاطفيتين، إحداهما ثوري والأخرى سياسية، هما: «أصبح عندي الآن بندقية» و«رسالة عاجلة إليك». استمع إلى «أصبح عندي الآن بندقية» من ألحان محمد عبد الوهاب أما عبد الحليم حافظ، فغنى له قصيدتين أصبحتا من أشهر قصائد نزار المغناة، هما، رسالة من تحت الماء، وقارئة الفنجان. استمع إلى «قارئة الفنجان» من ألحان محمد الموجي فايزة أحمد، غنت لقباني قصيدة واحدة وهي رسالة من امرأة. استمع إلى «رسالة من امرأة حاقدة» من ألحان محمد سلطان نجاة الصغيرة، كانت الأكثر حظا من سابقيها، حيث غنت له 5 قصائد هم: «ماذا أقول له»، «متى ستعرف كم أهواك»، «أسألك الرحيل»، «سيد الكلمات»، و أشهرهم «أيظن». استمع إلى «أيظن» من ألحان محمد عبد الوهاب الجيل التالي من المطربين شهد تعاونا أكثر وضوحا، ربما يرجع السبب لندرة الغناء بالعربية الفصحى، وانتشار أغاني العامية أكثر، فلما تغنى مطربين مثل كاظم الساهر وماجدة الرومي بأشعار «قباني»، لاقت قبولا من الجماهير ونجاحا لدى مستمعيهم أدى إلى تكرار التجربة. ماجدة الرومي، غنت في حياة نزار قباني أربع قصائد من أشعاره، هم «بيروت ست الدنيا»، «كلمات»، «مع جريدة»، وبعد وفاته قامت بغناء «أحبك جدا»، و «وعدتك». استمع إلى «أحبك جدا» من ألحان مروان خوري الفنان السعودي طلال مداح ، غنى «متى ستعرف كم اهواك» التي غنتها نجاة الصغيرة أيضا، و«جاءت تمشي في استحياء». استمع إلى «جاءت تمشي في استحياء» ألحان طلال مداح التونسية لطيفة غنت له قصيدتين، «يا قدس»، و «تلومني الدنيا» استمع إلى «تلومني الدنيا» من ألحان كاظم الساهر عاصي الحلاني، غنى له قصيدة واحدة بعد رحيل نزار قباني، وهي «القرار» استمع إلى «القرار» الفنان العراقي إلهام مدفعي غنى له قصيدة «بغداد» استمع إلى «بغداد» من ألحان إلهام مدفعي أما قصيدة «اغضب» التي اشتهرت بصوت المطربة السورية أصالة، فغنتها في الأصل المطربة المغربية بهيجة إدريس، وكانت هي القصيدة الوحيدة التي غنتها كلا من المطربتين من أشعار «نزار قباني» استمع إلى «اغضب» بصوت أصاله، من ألحان حلمي بكر أما صاحب النصيب الأكبر، ومازال مستمرا في تلحين وغناء قصائد «قباني»، فكان «كاظم الساهر»، الذي ربطته علاقة صداقة قويه بالراحل نزار قباني، وغنى له أكثر من 20 قصيدة، أولهما «اختاري»وبعدها الكثير، منهم: «زيدني عشقا»، «مدرسة الحب»، «أكرهها»، «ممنوعة أنت»، « صباحك سكر»، «التحديات»، «الحب المستحيل»، «أشهد»، «إلى تلميذة»، «حافية القدمين»، «وإني أحبك»، و«قولي أحبك». استمع إلى «أحبيني بلا عقد» من ألحان كاظم الساهر