قيادى بارز بالتنظيم: داعش يفرض ضرائب باهظة على المواطنين.. وأمواله لن تنفد طالما وجد النفط وأعمال التجارة والبناء فى مقابلة متلفزة هى الأولى من نوعها، روى قيادى بارز فى تنظيم «داعش» تفاصيل دقيقة حول مصادر تمويل التنظيم التى جنى من ورائها ثروة طائلة تقدر بنحو 2 مليار دولار، جعلت منه أغنى التنظيمات الإرهابية فى العالم. ووافق القيادى الذى أطلق على نفسه أبو هاجر، وكان بمثابة أمين صندوق الجماعة حتى اعتقاله بالعراق فى عام 2014، على إجراء حديث مع قناة «بى بى سى» الوثائقية، بعد أن أوفت السلطات بتعهدها بالإفراج عن أفراد عائلته، كاشفة أيضا عن تعرضه للتعذيب، حسب صحيفة إندبندنت البريطانية. وعن مصادر التمويل، أوضح أبوهاجر خلال الفيلم الوثائقى الذى أذيع أمس الأول، بعنوان «أثرى جيش إرهابى فى العالم»: «التنظيم يفرض على أى مواطن يعيش على الأراضى الخاضعة لسيطرته ضرائب باهظة، فضلا عن الضرائب المفروضة على الشركات والكهرباء والصيدليات ومحطات البنزين وشركات النفط»، مضيفا: «يتم تهديد من يرفض دفع الضرائب بالقتل بقنابل يدوية». وحول نفقات التنظيم، قال أبوهاجر إن «داعش يدفع ملايين الدولارات للجنود المقاتلين بصفوفه، حيث يبلغ عدد مقاتليه الأساسيين 50 ألف مقاتل»، لافتا إلى أن المقاتل العراقى يتقاضى 65 دولارا شهريا، إضافة ل43 دولارا حال زواجه، و22 دولارا على كل طفل ينجبه، بينما لا يتقاضى المقاتل الأجنبى أجرا بل يتم توفير السكن والطعام لهم فقط. وشدد القيادى بالتنظيم على أن «أموال داعش لن تنفد مهما مر وقت طويل طالما وجد النفط وأعمال التجارة والبناء». بدورها، قالت صحيفة «إندبندنت» إن «حكومة إقليم كردستان العراق ترى أن مصدر تمويل التنظيم الأكثر غرابة هو من الحكومة العراقية نفسها، حيث تدفع رواتب الآلاف من الموظفين الحكوميين المحاصرين فى ظل الخلافة المعلنة من قبل داعش». غير أن محافظ نينوى (مركزها الموصل) أثيل عبدالعزيز النجيفى، قال خلال الفيلم الوثائقى، إن «الأموال التى تدفع لموظفى الخدمة المدنية فى الموصل، لا تنقل نقدا ولكن عن طريق مكاتب الصرافة المحلية»، مشددا على «توقفها منذ يناير الماضى لحصول داعش على جزء منها فى صورة ضرائب». ونقلت «إندبندنت» عن مصدر سورى إنه «متورط» فى تهريب النفط لصالح «داعش»، إن التنظيم «يسيطر على آبار النفط فى منطقة (دير الزور) الغنية بالنفط»، مضيفا: «تأخذ عائلتى وأصدقائى وأفراد عشيرتى النفط من داعش وتهربه إلى المصافى ومن ثم إلى الأسواق المدنية». وأدعى المصدر أيضا أن «الحكومة السورية تشترى النفط بثمن بخس من داعش، حيث يقوم التنظيم بنقل الغاز من حقل كونكو إلى محطة توليد الكهرباء فى جندر (حمص) مقابل وصول الكهرباء إليهم فى دير الزور»، الأمر الذى سبق أن نفاه نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد ووصفه ب«السخف». وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن «وزارة الخزانة الأمريكية مازالت تقدر أرباح التنظيم من تهريب النفط بنحو 2 مليون دولار اسبوعيا، على الرغم من الغارات المستمرة لقوات التحالف الدولى بقيادة واشنطن» على أهدافه بسوريا والعراق. ووفقا للاندبندنت، كشف الفيلم الوثائقى أن عناصر التنظيم طورت طرق لضخ مئات الأمتار من النفط عبر الحدود، وتعويم براميل النفط فى عمق الأنهار، من أجل تصديره إلى مناطق لا تخضع لسيطرتها.