كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية عن حضور مفتشين من الجيش الروسي لمناورات "المحارب المشترك" الحربية البحرية الضخمة التي تجري قبالة سواحل أسكتلندا والتي تهدف إلى إظهار قوة الناتو في وجه العدوان المتزايد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، أن وزارة الدفاع البريطانية اضطرت لقبول زيارة الخبراء العسكريين من موسكو لمدة أربعة أيام بموجب معاهدة أوروبية للحد من التسلح. وقال مسئولون دوليون إن "الزيارة بدأت أمس الاثنين في لوسيماوث حيث ترابط قوة رد سريع لسلاح الجو البريطاني من طائرات (تايفون) والتي تنطلق في دقائق إذا تم استدعاؤها لاعتراض قاذفات قنابل روسية بعيدة المدى تقوم باستكشاف المجال الجوي البريطاني". وسيزور الخبراء من المركز الوطني الروسي للحد من التهديد النووي شمال اسكتلندا في الوقت الذي تتجمع فيه 55 سفينة حربية وما يزيد على 70 طائرة و13 ألف جندي وبحار وطيار من 14 دولة لإجراء مناورات "المحارب المشترك". وبحسب الإعلام الرسمي الروسي، فإن فريق المركز الذي يعد جزءا من وزارة الدفاع سيجري سلسلة من الفحوصات خلال المناورات. ووفقا لمصادر فإن هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها مفتشون روس إلى مناورات خاصة بحلف شمال الأطلسي "ناتو" منذ تدهور العلاقات بين موسكو والتحالف عقب ضم شبه جزيرة القرم. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد صرح الشهر الماضي بأن التدريب "سيبعث برسالة واضحة لمن يهددونا" تفيد بقدرة بريطانيا والتحالف على حماية أنفسهم. من جانبها، أوضحت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية أن هذا التفتيش الروتيني الذي يشكل جزءا من التزاماتنا بموجب وثيقة فيينا لعام 2011 لن يؤثر على مناوارت "المحارب المشترك"، مشيرة إلى أن المفتشين لن يصلوا إلى أية معلومات حساسة وسيتم مرافقتهم طوال فترة تواجدهم. ونوهت الصحيفة بأن مناورات المحارب المشترك تعقد كل ستة أشهر، ولكن هذه المناورات الحالية هي الأكبر من أي وقت مضى، وسوف تشهد هذه المناورات التي تقودها المملكة المتحدة وتستمر أسبوعين عمليات صورية للإنزال البرمائي، وإزالة ألغام وهجمات بسفن صغيرة.