مازالت الغربية تعاني من أخطاء الأطباء بالمستشفيات العامة والخاصة التي تؤدي في بعض الأحيان إلى القتل، حيث كانت حصيلة الأهمال الطبي بمستشفيات المحافظة خلال أسبوع واحد وفاة سيدتين وإصابة ضابط شرطة بعاهة مستديمة إثر خطأ طبي جسيم في الوقت الذي ظهرت فيه أول حالة مصابة بمرض «الفابري» الذي دعا وزارة الصحة أن تعامله معملة «الكلب»، حسب وصفه. عملية «زايدة» تحولت لقطع أمعاء ثم وفاة في مستشفى المنشاوى العام بطنطا، تسبب خطأ أحد الأطباء في وفاة مريضة، تدعى "سكرة على شاور حسن"، 24 عاما، التي بدات قصة وفاتها بدخول المستشفى لإجراء عملية استئصال الزائدة، فاصطحبها الطبيب إلى عيادته الخاصة غير المجهزة لإجراء مثل تلك العمليات، ما أدى إلى فتح عدة فتحات بجسم الحالة وقطع بالأمعاء اضطرته لاستئصالها، حسب رواية الزوج في بلاغ قدمه للشرطة. يقول زوج المجني عليها: "بعد تدهور حالة زوجتي إثر الإهمال التي تعرضت له في عيادة الطبيب اضطر إلى نقلها لمستشفى المنشاوى التي لفظت أنفاسها الأخيرة به، فحررت محضر لإثبات حالة بنقطة مستشفى المنشاوى "حمل رقم 2 ح"، اتهم فيه الطبيب "ر.م" طبيب بمستشفى المنشاوى بقتل زوجته، المطالبة بعرض جثتها على الطبيب الشرعى لإثبات حالة الإهمال". من مستشفى المنشاوي العام بطنطا إلى أحد المستشفيات الخاصة المحافظة، التي دخلته السيدة "سارة صلاح الدين 25 سنة" لإجراء للولادة وبعد قصة معاناة أصيبت فيها بأمراض كانت في صحة منها خرجت جثة هامدة. وفاة «حامل» دمر الطيب كبدها يروي الزوج مأساة زوجته «سارة» التي تركت طفلها الذي لم يتجاوز الشهرين من عمره، يقول: "بعد إجراء عملية الولادة اكتشفنا أنها أصيبت بميكروب يطلق عليه (ميرسا) داخل غرفة العمليات، لتبدأ حالة معاناة شديدة، اضطرتها إلى العودة لإجراء عملية أخرى لتطهير الجرح، فمنحها الطبيب المعالج كمية كبيرة من المضاد الحيوي تسببت في تدمير كبدها وتطلب ذلك زرع كبد لها، فظلت تتنقل من مستشفى لآخر بعد أن ساءت حالتها فاستقرت بمستشفى جامعة طنطا التي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة". مسئول بالمستشفى الخاص الكبير، قال ل«الشروق» تعقيبا على حالة «سارة»: "إن (ميرسا) نوع من بكتيريا تتواجد في غرفة العمليات، وتقاوم التعقيم بشدة، وبالتالي وجودها خارج عن إرادة المستشفى، ولا علاقة له بالإهمال والمضادات الحيوية التي أعطاها الطبيب للمريضة، فانه أمر إجباري، وليس اختياري ولها مضاعفات ولكن لا خيار أمامه لان هذه البكتيريا قاتلة، إضافة إلى أ، هذا النوع من المضادات يتم استخدامه مع كل حالة مشابهة لتلك لحالة االضحية". المستشفى عالج ضابط شرطة فأصابه ب«عاهة مستديمة» الضحية الثالثة ضابط الشرطة «إسلام محمد الصناديلي- رائد 34 سنة» الذي تقدم ببلاغ يحمل رقم «2520لسنة 2015» إلى رئيس نيابة قسم ثان طنطا ضد طبيب ومستشفى خاص بطنطا، لتسببهما في إصابته بعاهة مستديمة تهدد عمله. الضابط روى تفاصيل معاناته التي بدأت بإصابته بكسر في ذراعه إثر نشوب اشتباكات مع إدارة المستشفى لرفضها استقباله وعلاجه، فقام بإجراء عملية «تجبيس» لذراعه واستخدم جهاز ال«سي ار» الذي اكتشف من خلاله زيادة الألم وعدم التئام الكسر، فعرض نفسه على استشاري عظام الذي أكد وجود خطأ طبي جسيم يستحيل معه عودة الذراع لحالتها الأصلية وإصابته يهدد عمله". مصاب بمرد نادر: «عالجوني زي الكلب».. والصحة: لم نستقبل حالته الضحية الرابعة، حمادة الطحان، ابن قرية الجابرية، التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية، ناشد وكيل وزارة الصحة بقوله: "اعتبروني كلب زي ماكس وعالجوني"، الذي لفت إلى إصابته بمرض «فابري الخلايا العصبية» الذي وصفه الأطباء بأنه «ألأعن من السرطان»، حسب الضحية. أوضح «الطحان» أعراض المرض على المصاب -نقلا عن الأطباء- "انه مرض ألعن من السرطان لأنه يدمر خلايا الجسم وخاصة الكبد والكلي والبنكرياس، ويصيب النخاع الشوكي والخلايا المخية بجلطات مفاجئة وشلل فى كافة الأطراف الحركية للجسد، وظهور نمش فى أماكن متفرقة من جسده من بينها البطن والظهر والأطراف الحركية كاليد ثم يصاب المريض بالشلل الجزئي". وقال: "إن المستشفيات الحكومية والجامعية وعلى رأسها المحلة العام والمنصورة وطنطا الجامعي ومعهد شبين التابع للمراكز الطبية المتخصصة رفضت استقبالي وعلاجي بسبب خطورة حالته الصحية وظهور أعراض المرض النادر والذي ينتشر على مستوى 16 دولة عالميا باوربا وأسيا وأمريكا الجنوبية"، على حد قوله. وأضاف الشاب المصاب، "أن والدته بائعة المخلل تتحمل تكاليف علاجه والفحوصات الطبية التى تجري له فى عدد من المراكز الطبية بالقاهرة، التي ترتفع تكاليفه لأكثر من 6 ألاف جنيه شهريا"، مطالبا رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ووزير الصحة الدكتور عادل عدوي بضرورة التدخل لعلاجه على نفقه الدولة. فى المقابل، نفى الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، إصابة المواطن بمرض «الفابري»، لافتا إلى أن المحافظة خالية من ذلك الوباء، وأن الحالة الصحية لكافة أبناء ومواطني المحافظة مستقرة على مستوى القرى وكافة المراكز، مؤكدا أن المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة لم تستقبل أى حاله أو مصاب واحد يعاني من هذا المرض.