نفى صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية وجود نية لدى السلطة الفلسطينية لاتخاذ إجراءات من شأنها إيقاف الدعم الموجه منها لشراء الغاز والكهرباء لصالح قطاع غزة بهدف معاقبة حركة حماس ، مؤكدا أن الفلسطينيين في قطاع غزة "جزء من مسئولية السلطة". وقال عريقات : "أكد الرئيس محمود عباس في خطابه في افتتاح مؤتمر فتح السادس استمراره في تقديم كل دعم ممكن لأبناء شعبنا الفلسطينى في غزة , وستستمر السلطة في تقديم كل ما يلزم من احتياجات أبناء غزة فهذا واجبنا , وهذا لا علاقة له بالموقف بيننا وبين حركة حماس". يذكر أن عباس زكي سفير السلطة الفلسطينية في بيروت ذكر في تصريحات صحفية أن السلطة الفلسطينية تمول انقلاب حماس في القطاع عبر استمرارها في دفع بدل نقدي للإسرائيليين لتوفير المياه والكهرباء والغاز. فيما أشارت مصادر فلسطينية مقربة من السلطة بأن الأخيرة تدرس معاقبة حماس بإيقاف كافة أشكال الدعم المادي للقطاع ردا على منع حماس السماح لأعضاء حركة فتح في غزة بالسفر للضفة للمشاركة بمؤتمر حركة فتح. وفيما يتعلق بكيفية معالجة حركة فتح لأخطائها والتي أدت - كما أقر الرئيس عباس (أبو مازن) - لسيطرة حماس على القطاع قال عريقات : "تكمن أهمية مؤتمر الحركة في برنامجها الذي سينتج عن هذا المؤتمر والذي سيحدد تعاملنا وماذا سنفعل تجاه القطاع وتجاه أمريكا وإسرائيل وماذا سنفعل لتلبية احتياجاتنا وبرامجنا الإجتماعية". وبشأن مصير قطاع غزة والبدائل المطروحة خاصة بعد رفض حماس استكمال الحوار الوطني الذي ترعاه القاهرة إلا بعد الإفراج عن معتقليها بسجون الضفة ، قال عريقات : "ما تقوله حماس لعدم إكمال الحوار الوطني هو ذرائع وابتزاز ونهج لا نقبل به على الإطلاق , وحماس لو أرادت أن تكون هناك بدائل لما قامت بإنقلابها". وتابع : "فعندما يتم الخلاف في أي مكان بالعالم ، يتم الاحتكام لصناديق الإقتراع , ولكن حماس احتكمت لصناديق الرصاص ومن يحتكم لذلك وللانقلاب لا يمكن اقناعه بلغة الحوار". يذكر أن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية قد أشار في تصريحات صحفية إلى أن حماس ربما تقاطع الجولة المقبلة من الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة والمقررة أواخر شهر أغسطس الحالي إذا لم تفرج السلطة عن كافة معتقلي حركة حماس بالضفة. وردا على سؤال عما إذا كان الوضع الراهن من كافة الأطراف يعكس الإرتضاء من جانبهم بسياسة تكريس الانقسام بين الضفة والقطاع ، قال عريقات : "لا , والآن نبذل كل جهد ممكن من جانبنا , وهناك أيضا الجهود الجبارة التي يبذلها الأشقاء بمصر وهذا ما يجب أن نسعى إليه ولكن إن لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين فلن يساعدنا أحد". وفيما يتعلق بتقييمه لما يصفه كثير من المراقبين بوجود إتجاه من جانب حماس "لأسلمة" قطاع غزة ، قال عريقات : "حماس تحكم بالحديد والنار , وهي استولت على القطاع بإنقلاب وبالتالى تفعل ما تريد من خلال فوهة البنادق , والآن هذا الإكراه الحاصل فى قطاع غزة على كل المستويات أعتقد أنه آلية توظيف للدين من قبل حماس لخدمة مصالحها , ولكني أرفض أن أقول أسلمة القطاع لأن القطاع مسلم وبالتالي ليس بحاجة لأسلمة , وبالطبع هناك شعبنا العربي الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين". يذكر أن مجلس العدل الأعلى التابع لحكومة حماس بالقطاع أصدر نهاية شهر يوليو الماضي قرارا يقضي بفرض الحجاب على المحاميات داخل قاعات المحاكم ، كما تشجع وزارة الأوقاف بالقطاع الشبان الفلسطينيين على إرتداء ملابس محتشمة على الشاطىء وتحذرهم من مخالفة ذلك , وهي خطوات يرصدها المحللون السياسيون على أنها إتجاه "لأسلمة" القطاع. وحول ما آثاره حديث القيادي بحركة حماس محمود الزهار من تنسيقه مع بعض كودار حركة فتح فى غزة للحيلولة دون نجاح القيادي الفتحاوي محمد دحلان في الوصول لعضوية اللجنة المركزية بفتح ، قال عريقات : "هذا الكلام نرفضه وهو كلام يهدف للإيقاع بين أعضاء حركة فتح , الزهار يريد إرباك حركة فتح". وردا على سؤال حول سخونة واشتداد الصراع على عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح ، أوضح عريقات : " كأي حركة سياسية سيكون هناك تنافس على عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري وسيكون هناك انتخابات ومن يفوز هنا أو هناك سيكون جنديا بالحركة وأيضا من لم يصبه الحظ سيكون جنديا بالحركة". ونفى عريقات مناقشة المؤتمر السادس لفتح مصير فاروق القدومي أمين سر حركة فتح ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعما إذا ما كانت الحركة ستفتح تحقيقا حول تصريحاته الأخيرة. ومضى قائلا "هذا الموضوع لم يناقش بعد ولا علم لى متى سيناقش أما فيما يتعلق بما أثاره من تصريحات ، فقد اجاب عليها الرئيس فى خطاب الأمس (الثلاثاء) وهذا كاف.. وفى اعتقادى أن القدومى اساء لنفسه وما قاله مرفوض جملة وتفصيلا". وكان القدومي قد اتهم في موتمر صحفي بالأردن منتصف شهر يوليو الماضي الرئيس أبو مازن ومحمد دحلان بالتواطؤ في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق آريل شارون وضباط من المخابرات الأمريكية. وفي معرض رده سؤال حول إذا ما كان قد تم الإتفاق على تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب وفاة الرئيس ياسر عرفات ، قال عريقات : "لا تزال هناك نقاشات في هذا الموضوع , إحدى الأطروحات هي تشكيل لجنة تحقيق بالفعل , وفي اعتقادي أنه سيتم تشكيل هذه اللجنة". يذكر أن بسام أبو شنب المستشار السياسي لعرفات دعا حركة فتح لسرعة تشكيل لجنة تضم خبراء ومحللين دوليين للوقوف على ملابسات وفاة عرفات ومعرفة ما إذا كان قد تورط بها طرف فلسطيني. وفيما أثير من رفض بعض أعضاء حركة فتح بقطاع غزة التصويت على انتخابات الحركة عبر دوائر تليفزيونية أو الهاتف أو البريد الإليكتروني ، قال عريقات : "هناك لجنة خاصة شكلت لهذا الغرض وستقدم تقريرها للمؤتمر حول كيفية التعامل مع المندوبين والحفاظ على حقوق أعضاء المؤتمر من قطاع غزة". وأضاف : "غزة ليست أرقاما وليست حصة , ولكن أعضاء حركة فتح بغزة لديهم أفكار و أقتراحات ورؤى خاصة بتطوير وتقدم حركتهم وهئلاء الأعضاء يتمتعون بحق الترشح والانتخاب ونحن الآن نبحث معالجة كيفية مشاركتهم". ومضى قائلا : "وفي النهاية لا فرق بين جميع أعضاء فتح ، فحركة فتح ليست المجلس التشريعي , وأي عضو بالحركة في أي مكان يمثل كل أبناء الحركة سواء كانوا في مصر أو بالولايات المتحدة أو في أريحا والقدس أو بغزة وبالتالى لا يجب النظر إليها بهذه الطريقة".