تبدأ أوكرانيا التي تواجه نزاعا عنيفا في الشرق وأزمة اقتصادية خطيرة، مفاوضات، غدا الجمعة، مع دائنيها، لإعادة هيكلة دينها العام، بينما زادت الولاياتالمتحدة مساعدتها العسكرية لكييف، لكنها ما زالت ترفض تسليمها الأسلحة "الفتاكة" التي تطالب بها. وقالت وزيرة المالية الأوكرانية ناتالي ياريسكو، "سنبدأ اعتبارا من يوم غد مشاورات مع دائنينا لعملية إعادة هيكلة، لتخفيف الضغط عن الميزانية". وذكر صندوق النقد الدولي، أن "الدين العام الأوكراني، يفترض أن يبلغ 94 % من إجمالي الناتج الداخلي، والدين الخارجي 158 % من إجمالي الناتج الداخلي هذه السنة خصوصا بسبب التراجع الكبير في قيمة العملة الاوكرانية وقروض حصلت عليها الحكومة التي فرغت خزينتها". ووافق صندوق النقد، في الوقت نفسه، على خطة مساعدة جديدة تبلغ 17,5 مليار دولار لأوكرانيا التي انهار اقتصادها. وأقرت كريستين لاجارد المديرة العامة لصندوق النقد، بأن "البرنامج طموح وينطوي على مخاطر ناجمة عن النزاع في شرق البلاد". ورحب البيت الأبيض، ببرنامج صندوق النقد الدولي، للمساعدة وبالاصلاحات التي تقوم بها كييف من أجل تحويل اقتصادها. وأعلنت التدابير التي قررتها واشنطن، في أعقاب اتصال هاتفي، بين نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وجمدت الولاياتالمتحدة على أراضيها أرصدة ثمانية من مسؤولي منطقة دونيتسك الانفصالية، ومصرف روسي في منطقة القرم، وثلاثة من المقربين السابقين من الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. وستسلم واشنطنأوكرانيا أيضا معدات عسكرية "غير فتاكة"، بقيمة 75 مليون دولار، ومنها طائرات رافين المسيرة للاستطلاع ورادارات مضادة لمدافع الهاون ومناظير للرؤية الليلية، كما قال مسؤول أمريكي كبير، وستسلمها أيضا 230 عربة نقل من نوع هامفي، منها 30 عربة مدرعة سترسل "في الأسابيع المقبلة". وخلال محادثاته مع بوروشنكو، أعرب نائب الرئيس الأمريكي، عن قلقه للانتهاكات الجارية لوقف إطلاق النار، في اوكرانيا، من قبل الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، ورفضهم الموافقة على دخول مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا المناطق التي يحتلونها. وشكر بوروشنكو، الولاياتالمتحدة على هذه المساعدة الاضافية، كما ذكرت الرئاسة الأوكرانية، لكن المعدات العسكرية التي وعدت بها الولاياتالمتحدة لا تتضمن الأسلحة التي طلبتها كييف، كالصواريخ الصغيرة المحمولة المضادة للمدرعات على سبيل المثال. وأعرب عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين ومنهم وزير الدفاع اشتون كارتر والجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان الجيوش، عن تأييدهم تسليم هذه الأسلحة.