عالصول سعد الله قضى نحبه فى انفجار قنبلة أثناء استقلاله «ميكروباص» وهو فى طريقه للعمل والده: المجرمون قتلوا ابنى ويتموا حفيدتى زوجته: طلبوه للعمل فقطع إجازته وعاد لنا جثة هامدة اتشحت منطقة عزبة محسن بدائرة قسم شرطة الرمل أول فى الإسكندرية بالسواد، وتحولت إلى سرادق كبير، لتلقى عزاء الشهيد، سعد الله عبدالستار سعد الله، 27 عاما، والذى استشهد فى حادث انفجار قنبلتين أمام المركز التجارى كارفور بمنطقة السيوف أثناء تصادف مرور سيارة ميكروباص، كان يستقلها، الأحد الماضى. مات سعد الله والشهير بمحمد، وترك طفلته الصغيرة جنات والتى تبلغ من العمر عاما ونصف العام. «الشروق» زارت منزله، والتقت أسرته، التى حاصرها الحزن بموت عائلها وابنها الأكبر، كما رصدت الأجواء الحزينة التى خيمت على الحى الذى كان يسكنه. دفُن الشهيد فى مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، وتلقت أسرته العزاء فى الإسكندرية، ونُصب سرادق كبير، توافد عليه الآلاف من أنحاء المحافظة، لتقديم واجب العزاء فى شهيد الوطن، كما أطلقوا عليه أهله وجيرانه. أسفل المنزل كان يقف والد الشهيد سعد الله، يبكى وهو حاملا حفيدته الصغيرة، جنات، ابنة العام ونصف العام، قائلا ل«الشروق» «المجرمون قتلوا ابنى ويتموا ابنته وتركوها تسأل عن أبيها وتواجه الحياة دون سند». ويضيف، والد الشهيد الذى يعمل، مساعدا بالشرطة، بصوت مختنق من شدة البكاء ونظرات شاردة: «ضاع كل شئ فى دنيتى، ضاع سندى وعوضى وأول فرحتى على يد الإرهاب الغاشم من جماعة الإخوان الإرهابية،.. قتلوا ابنى ويتموا حفيدتى»، مضيفا: «فى صباح يوم الحادث شاهد نجله قبل نزوله من المنزل فى التاسعة صباحا، وحضنه وقبله وكأنه يودعه الوداع الأخير». وتابع: «الشهيد قال لى وهو نازل شغله: «أنا نازل يا بابا رايح الشغل عشان هما طلبونى، ولازم أروح ومتأخرش عليهم»، ثم ذهب وسلم على والدته واحتضنها وقبلها وكأنه يعلم أنه آخر يوم له فى الدنيا، مؤكدا أن ذلك كانت آخر كلمات سمعها من نجله قبل استشهاده بدقائق. وأوضح: «الشهيد استقل الميكروباص من أمام المنزل، إلى منطقة عمله فى القوات البحرية بمنطقة بحرى وبعد نحو نصف ساعة تلقينا اتصالا هاتفيا من قوات الشرطة تقول لنا البقاء لله، ابنكم استشهد فى حادث تفجير قنبلة فى سيارة الأجرة التى كان يستقلها أمام كارفور السيوف. وقال، إنه لحظتها لم يدر بالدنيا ولم يصدق ما سمعه ويحاول تكذيبه إلا أنهم أكدوا له الخبر وطلبوه لاستلام متعلقاته واستلام جثمانه من المشرحة لدفنه، مؤكدا أنه حينما شاهد نجله وهو ميت داخل الميكروباص ظل يصرخ ويبكى من هول فاجعة المشهد وتوقف عقله عن التفكير وشل تماما كيف يخبر والدته وزوجته بالخبر. وواصل عبدالستار، حديثه قائلا: حينما علمت والدته وزوجته بالخبر فقدتا الوعى تماما، ومنذ لحظتها وهما تصرخان وتبكيان وأصيبتا بحالة انهيار عصبى. وختم عبدالستار، حديثه قائلا «حسبنا الله ونعم الوكيل فى جماعة الإرهاب الغاشم التى دمرت حياتنا وضيعت عائلنا الوحيد الذى كان يقوم بمساعدة شقيقه، عماد، فى تجهيز شقته لإتمام حفل زواجه الذى كان سوف يعقد بعد أسبوعين ولكن الإرهابيين اغتالوا فرحتنا، ربنا ينتقم منهم». من جانبها قالت زوجته شيماء: «زوجى كان إجازة يوم الحادث وطلبوه فى العمل فصعدت روحه إلى السماء»، مضيفة: «كان حبيبى وزوجى وصديقى، ربنا ينتقم منهم. الإرهابيون خربوا بيتى ودمروا حياتى، ويتموا بنتى منهم لله، بتلك الكلمات الحزينة وبنبرة صوت يغلب عليها البكاء بدأت شيماء، زوجة الشهيد سعد الله حديثها». تتوقف شيماء عن الحديث من شدة البكاء، وتواصل: «سعد كان نعم الزوج الصالح والابن البار بأسرته والأب الحنون على ابنته»، مؤكدة أنه يوم الحادث كان فى إجازته ولكنهم طلبوه، وقرر الذهاب حتى لا يتأخر عن أداء واجبه نحو الوطن كما كان يقول دائما، مضيفة، أنه كان يحزن عندما يسمع أخبار مقتل الضباط والمجندين فى سيناء وفى كل ربوع مصر. وتضيف شيماء، أنه «يوم الحادث وقبل أن يخرج من المنزل قام بأداء الصلاة وتناول الإفطار معنا وقام بمداعبة طفلته واحتضنها وقبلها بشدة وكأنه كان يقول لها مع السلامة يا جنتى» كما كان يناديها وقام باحتضانى أيضا وكأنه وداعنا الأخير، وخرج ولكنه عاد جثة هامدة على أيدى القتلة الإرهابيين تاجرى الدين والدم». وختمت شيماء حديثها قائلة: بكلمات «حسبنا الله ونعم الوكيل، ربنا المنتقم الجبار من هؤلاء القتلة الإرهابيين، وربنا يجمعنى بك فى الجنة يا حبيبى إن شاء الله»، فيما وصف الجيران الشهيد بأنه كان طيب الخلق ويتسم بالشهامة.