فيما استقرت أسعار الأسمنت فى القاهرة الكبرى عند 560 و580 جنيها للطن، ما زالت الأسعار مرتفعة فى المحافظات مثل المنيا والمنوفية وبنى سويف متجاوزة ال 700 جنيه للطن. وأشار عز الدين أبوعوض رئيس الجمعية المركزية لوكلاء الأسمنت إلى أن الشركة القومية للأسمنت قامت بطرح أكثر من 10 آلاف طن، مما أدى إلى انخفاض الاسعار فى القاهرة الكبرى إلى 520 و540 جنيها للطن بعد أن كانت ب 650 جنيها للطن، وذلك بناء على توجيهات حكومية بتوفير الأسمنت للشركات المقاولات واسكان مبارك، وأن الجمعية المركزية لوكلاء الأسمنت تعمل على توصيل الكميات من المصانع إلى الوكلاء لخفض الأسعار فى السوق المحلية. ومن جانب المنتجين يشير عمر مهنا رئيس مجلس إدارة مجموعة السويس للأسمنت،صاحبة أكبر حصة سوقية إلى أن المجموعة قامت بزيادة سعر بيع طن الأسمنت بالمحافظات بقيمة 20 جنيها، ليصبح 520 جنيها للطن بدلا من 500 جنيه، بناء على طلب الموزعين فى المحافظات لتغطية تكلفة النقل، التى يعانون منها، وهى التكلفة التى لم تؤخذ فى الاعتبار عند وضع قرارات كتابة السعر على الشيكارة. وأضاف مهنا أن زيادة الأسعار تمت بموافقة وزارة التجارة والصناعة، التى لم تعترض نهائيا على زيادة سعر الطن. وفى المنيا أشار رضوان أبوالعلا تاجر أسمنت إلى أن الأسعار وصلت إلى 700 جنيه للطن، وأن الأسمنت البورتلاندى مختفٍ من السوق، والكلام نفسه أكده عماد عصام من المنوفية، وأضاف أن سعر طن الأسمنت وصل إلى 720 جنيها للطن. وحمَل نورالدين محمد (تاجر أسمنت) المنتجين مسئولية ارتفاع الاسعار، متهما إياهم بالعمل على تعطيش السوق، مما يدفع التجار إلى السعى إلى الحصول على الأسمنت بأى ثمن نظرا لإقبال المواطنين على شرائه خاصة فى موسم الصيف. وأوضح أنه ليس من مصلحة التجار رفع الأسعار عن الحد المعقول، مشيرا إلى أن التاجر لا يتعدى مكسبه فى الطن 15 أو 20 جنيها، وأنه يسعى إلى بيع أكثر كمية ليكسب أكبر قدر من المال. المصانع أصبحت تعطى للوكلاء 50٪ من الكمية المحددة لهم فقط، تبعا لنور الدين، كما تقوم بترك سيارات النقل، التى تحمل الشحنة ما يقرب من 3 أيام داخل المصنع لكى تقوم بتحميلها، مما يرفع من أسعار نولون الشحن ثلاثة أضعاف عن معدلاته، ويتسبب أيضا فى قلة الكمية التى يتم ضخها بالسوق، وبالتالى ترتفع الأسعار. وأشار أحمد الزينى، رئيس شعبة مواد البناء بغرفة تجارة القاهرة، إلى أن زيادة الطلب على الأسمنت نظرا لانخفاض أسعار الحديد وعودة الحركة إلى سوق البناء والتشييد فى فصل الصيف خاصة مع عودة المسافرين من الخارج قد ساهم فى رفع السعر. ولكن «الأسمنت المستورد سيكسر أنوف المنتجين مثلما فعل الحديد المستورد وسيؤدى إلى انخفاض الأسعار» تبعا لما جاء على لسان الزينى، مشيرا إلى أنه تم استيراد 150 ألف طن من الأسمنت، وهناك 100 ألف طن أخرى، وتم التعاقد عليها بالفعل، وستدخل السوق قبل شهر رمضان، وهذه الكميات تباع بسعر 507 جنيهات للطن تسليم الميناء. وأشار أبوعوض إلى أن حجم الإنتاج من الأسمنت يصل إلى 39 مليون طن سنويا، وأن حجم الاستهلاك المحلى حوالى 34 مليون طن، وأن التكلفة الفعلية لطن الأسمنت لا تتعدى ال 200 جنيه للطن، مشيرا إلى أن المصانع قامت بتعطيش السوق فى الفترة الماضية.