تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية، كيف تمكن تنظيم داعش من استدراج الأردن في الحرب ضده، ومتساءلة عن أسباب هذا؟ وقالت المجلة- في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- إنه عندما بث تنظيم داعش، فيديو مروعا يصور إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت في أوائل شهر فبراير الجاري، تعهد المتحدث باسم الحكومة الأردنية أن رد الأردن "ستهتز له الأرض". وأضافت أن الأردن، وهي واحدة من الدول الأربع المشاركة في الغارات الجوية ضد داعش، قامت بقصف 56 هدفا في سوريا في حملة استمرت ثلاثة أيام، انتقاما لمقتل الكساسبة، الطيار الأردني البالغ من العمر 26 عاما. وأشارت إلى أن هجمات الأردن ألحقت الضرر بتنظيم داعش، بيد أن انتقام الأردن أثار مخاوف حول إمكانية انجرار البلاد نحو مزيد من المواجهات، ونقلت عن حسن أبو هنية، وهو محلل سياسي أردني متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في عمان، قوله: "من خلال كشف (الأردن) دورها في الضربات الجوية والتحالف، زادت حدة التهديد الذي يشكله التنظيم". وأوضح أبو هنية أن هدف داعش من نشر فيديو مقتل الكساسبة حرقا، هو استدراج الأردن، قائلا إن "داعش يريد استفزاز الأردن لمهاجمته، حيث أنه من المهم بالنسبة إليهم خلق حالة من الفوضى في البلاد. وبالتالي عند رد داعش على أي هجوم أردني، سيزعم التنظيم حينها أنه يدافع عن نفسه. وها هي الأردن سقطت في المكيدة التي نصبها التنظيم.. وفقا للنص الذي وضعه التنظيم"، حسبما أوردت المجلة. ورأت المجلة الأمريكية أن كراهية المملكة الأردنية الهاشمية تعد بمثابة الأساس لداعش، لافتة إلى أنه قبل مقتل الكساسبة، قام أبو مصعب الزرقاوي، الذي وضع النواة الأولى لتأسيس تنظيم "داعش"، بتدبير تفجير انتحاري ثلاثي في العاصمة الأردنية، عمان، عام 2005، مما أسفر عن مقتل 57 شخصا.