كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، الخميس، النقاب عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هدد بوقف إمدادات الغاز إلى كييف إذا لم تستلم بلاده الدفعة المالية الأولى من أوكرانيا مقدمًا، ويأتي ذلك في الوقت الذي ستواجه فيه أوروبا أزمة في الغاز في نهاية الأسبوع الحالي. وأشارت الصحيفة - في تقرير لها، الخميس، إلى أن أوروبا استلمت من روسيا في العام الماضي نحو 147 مليار متر مكعب من الغاز، أي نحو ثلث احتياجات القارة من الغاز، موضحة أن 40% من هذه الكمية وصلت عبر أوكرانيا. وذكرت الصحيفة أن «بوتين» ذكر أمس، أن عقد الطاقة الذي تم إبرامه بين أوكرانياوروسيا في العام الماضي ينص على أن شركة «جازبروم» الروسية، العملاقة للغاز ستعلق تسليم الغاز إذا لم يتم الدفع مسبقًا. وأكد «بوتين» أن هذا قد يشكل تهديدًا لعبور الغاز إلى أوروبا وإلى شركائنا الأوروبيين، قائلًا: «نأمل في ألا تنقطع إمدادات الغاز، ولكن هذا لا يعتمد فقط علينا، هذا يعتمد على الانضباط في الدفع المالي من شركائنا في أوكرانيا». وأضافت الصحيفة، أنه قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى أوكرانيا ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية، مشيرة إلى أن العلاقة القائمة على الطاقة بين البلدين يتم التعامل معها بصورة مستمرة على أنها مجال للحرب في الصراع الإقليمي، كما أن «بوتين» مستاء من وقف أوكرانيا توريد الغاز إلى مناطق المتمردين الموالين لروسيا. يشار إلى أن الناطق الرسمي لشركة «جازبروم» الروسية سيرجي كوبريانوف، هدد بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوكرانيا في حال عدم تحويل شركة «نفطوغاز أوكرانيا» الأوكرانية المستحقات المترتبة عليها حتى نهاية الأسبوع. وقال «كوبريانوف»، في تصريح له، إن «الدفعة المسبقة المترتبة على شركة (نفطوغاز أوكرانيا) تكفي فقط حتى نهاية الأسبوع الحالي»، موضحًا أنه في حال عدم استلام شركة «جاز بروم» أموال جديدة من كييف، فإنها لن تستطيع الاستمرار في توريد الغاز إلى أوكرانيا. وتابع: «أن المسألة الرئيسية التي يتعين على (نفطوغاز) حلها، هي البحث عن المال للدفع المسبق»، مؤكدًا أن شركته ستتصرف وفق العقد إذا لم تصل الأموال إليها في الوقت المحدد.
