«تحيا مصر.. تحيا مصر».. عبارات رددتها حناجر الطلاب والتلاميذ في مدرجات الجامعة وفي قاعات المدارس الثانوية في نواكشوط خلال زيارة وفد الجامعات المصرية الموريتانية، وهي مظاهر تقدير وتثمين تقدمها موريتانيا لكل ما هو مصري، وخاصة إذا كان الوفد الثقافي جاء إلى موريتانيا بعد طول انتظار، كما يقول الموريتانيون المتعطشون لارض الكنانة والراغبون في الاستفادة من نهضتها التعليمية. في أحد مدرجات كلية الطب وبعد أن سلمه المحاضر الميكروفون وقف الدكتور نشأت ضيف مدير المركز الثقافي المصري في نواكشوط عاجزا عن الكلام، وكادت الدموع تنهمر من عينيه لشدة التأثر بهتافات الطلاب المقدرين للدولة المصرية، وناول المسؤول الثقافي المصري الأول في نواكشوط مكبر الصوت لأحد أعضاء الوفد في مشهد مثير. وفي إحدى الثانويات في قلب العاصمة الموريتانية نالت مصر ترحيبا خاصة من مرشحي الثانوية العامة وهم الذين يقدرون عاليا للدولة المصرية اهتمامها بهم والتكريم الذي ينفرد به المركز الثقافي المصرى عن غيره من المراكز العربية والأجنبية في نواكشوط، وكيف أن هذا الصرح هو الذي شكل النواة الأساسية لمساعدة موريتانيا على استعادة هويتها العربية والإسلامية خلال الأعوام الأولى للاستقلال. وخلال لقاء الجامعات المصرية الموريتانية الذي يختتم اليوم في نواكشوط كان الوفد المصري محل تقدير واحترام ولقي اهتماما رسميا وشعبيا معتبرين. أحد قيادات كبرى الجامعات الموريتانية وصف توقيع اتفاقية بين جامعة نواكشوط وجامعة المنصورة بالحدث التاريخي، وبرر ذلك قائلا نحن هنا ثلث أساتذتنا من خريجي القاهرة، ومع ذلك لم يزرنا أي وفد جامعي مصري منذ أربعة عقود.. أستاذ آخر علق بالقول ها هي مصر عبد الناصر تعود لسابق عهدها مهتمة بالأشقاء العرب والأفارقة.. كان اهتمام الموريتانيين بالدور المصري باديا وكان الترحيب غير مسبوق في مختلف الجامعات والمعاهد العليا. في وزارة التعليم العالي الموريتانية التي تنظم اللقاء بالتعاون مع المركز الثقافي المصري في نواكشوط كان هناك اهتمام ومتابعة ودقة في التنظيم والاهتمام والرعاية.. جامعات موريتانيا الثلاث احتفت بالحدث ورصدت له كل الإمكانيات. الدكتور أحمد خليفة، مفوض الدكتور محمد حسن القناوي، رئيس جامعة المنصورة فوجئ بهذا الاهتمام وهذه المكانة التي تحتلها الدولة المصرية رسميا وشعبيا وما يسطره المسؤولون الموريتانيون من تزكية وتقدير للدكتور نشأت ضيف مدير المركز الثقافي المصري في نواكشوط وكيف أنهم يجمعون على أنه مهندس التعاون بين جامعات موريتانيا وجامعة المنصورة. المسؤول الجامعي المصري فوجئ بالطلاب وهم يتنافسون على أخذ صور تذكارية معه بشكل كبير ويعلق الموريتانيون آمالا كبيرة على الاتفاقيات الموقعة مع جامعة المنصورة علها تعيد لهم بعضا من التواصل مع الدولة المصرية التي لا يزال الموريتانيون يقولون إنهم مدينون لها بالمساهمة في بناء كوادر الاستقلال ويأمل الجانب الموريتاني اليوم من تفعيل وترجمة الاتفاقيات إلى واقع ملموس يسمح باستفادة الموريتانيين من النجاح الكبير الذي حققه المصريون في التعليم سواء من خلال التعليم المفتوح والبحث العلمي، وتبادل الأساتذة والطلاب وتبادل المنشورات العلمية. وتأمل كلية الطب بنواكشوط حسب القائمين عليها المساعدة المصرية لتأسيس كلية لطب الأسنان والمساعدة في إيفاد خبراء للكلية للمساعدة في تدريب الأساتذة الموريتانيين والمساعدة في البحوث وفرق بحثية للمساعدة في الحد من بعض الأمراض المنتشرة في الجنوب الموريتاني وخاصة البلهاريسيا.