قال الدكتور مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، إن عدد المدمنين في مصر يتراوح ما بين 3 و 4 ملايين، وهو ما يتطلب خطة حاسمة لمواجهة كافة أشكال الإدمان والحد من المخدرات. جاء ذلك خلال ندوة مخاطر الإدمان لدى المراهقين والتي عقدتها لجنة مصر العطاء بنقابة الأطباء، اليوم الأحد. وأضاف حسين، أن الترامادول مثلا يفرز مادة تشعر المتعاطي براحة نفسية حتى يتحول لمدمن يفقد ثقته بنفسه وتتغير سلوكياته، وعرف المخدر بأنه أي مادة تدخل في جسم الإنسان تؤثر على أحاسيسه وتصرفاته. وأشار إلى وجود علامات للتعرف على المدمن داخل الأسرة منها؛ العزلة وتغيير عاداته وسلوكياته وشعوره باللامبالاة وتغير الطبيعة الخاصة به وتقلب المزاج، أما أعراضه الجسمانية فتتغير حسب المخدر الذي يتعاطاه، فمثلا الحشيش يجعل عينيه حمراء، ومواد أخرى تجعل هناك خمولًا في جسده. وتابع: إن "هناك سماتًا مشتركة ومميزة للمريض منها: الإنكار والمراوغة واختلاق الأعذار والكذب وعدم تحمل المسؤولية، والإهمال وعدم التحمل وسرعة الانفعال والأنانية وضعف الوازع الديني والعدوانية وتبلد الإحساس". ولفت إلى أن اكتشاف الإدمان مبكرًا عامل هام جدًا في العلاج والشفاء، مشيرًا إلى ضرورة تغيير نظرة المجتمع، لأن العلاج ليس عقابًا ولكنه مساعدة، ويجب احتواء المدمن بكافة الطرق، وهي مشكلة يشارك في علاجها الطبيب والمدمن والأسرة معًا. وقال إن أولى مراحل العلاج هي إزالة السمية من الجسم، وتتم خلال 15 يومًا، وتليها مرحلة التأهيل وقد تستغرق 6 شهور من علاج نفسي واجتماعي وسلوكي ومعرفي، وتعلم كيفية التعامل مع اللهفة، وتعلم وممارسة مهارة اتخاذ القرار ومهارات رفض المخدر والكحول. وشدد على أن أهم خطوات العلاج هي المتابعة بعد الخروج من المستشفى لمدد تصل إلى عامين لعدم تعرضه لانتكاسة، والتحكم في الاندفاعية والغضب والصراحة. وأشار إلى أن هناك عيادات تخصصية لعلاج الإدمان لدى لمراهقين منها؛ عيادة ومستشفى حلوان للصحة النفسية، وبها قسم للدخول بسعة 24 سريرًا للذكور و14 سريرًا للإناث، وعيادة أخرى للمراهقين بمستشفى العباسية للصحة النفسية.