قال خبراء إنه كان بالإمكان تفادي غرق ما يزيد على 300 مهاجر في البحر المتوسط هذا الأسبوع إذا كانت هناك استعدادات أفضل لإنقاذ حياتهم من جانب الاتحاد الأوروبي. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الكثير من المهاجرين يموتون بسبب تراجع جهود البحث والانقاذ. وأضافت المفوضية أن نحو 3500 مهاجر لقوا حتفهم في البحر المتوسط أثناء هجرتهم إلى أوروبا في عام 2014. وغرق في الكارثة الأخيرة ما يربو على 300 شخص بعدما واجهت القوارب التي كانت تقلهم في البحر أعطال وهي قادمة من ليبيا، وهو الطريق المفضل للمهاجرين لكنه أيضا محفوف بالمخاطر للوصول إلى أوروبا. وقالت كارولتا سامي، ممثلة المفوضية في جنوب أوروبا، لبي بي سي :"حذرنا الجميع في أكتوبر/تشرين الأول من أن تقليل القدرة العملياتية والاستعدادات المتعلقة بعمليات البحث والإنقاذ، يمكن أن تحدث هذه الكوارث." وأضافت أن الحوادث المأساوية مثل هذه الكارثة يمكن أن تحدث مرة أخرى إذا لم يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات عاجلة لتعزيز عمليات البحث والإنقاذ. وقالت :"الاتحاد الأوروبي لم يتخذ ما يلزم حتى الآن، وتدفق اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط لن يتوقف." توابيت الموتى ونقلت جثث المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية يوم الأربعاء حيث وضعوا في صف على رصيف الميناء، في الوقت الذي استخدم فيه المطار القديم كمشرحة مؤقتة. وغرق بعض الضحايا أثناء محاولة عبور البحر المتوسط في ظروف متجمدة وقاسية، في حين لقي أخرون حتفهم خلال عمليات الإنقاذ من جانب حرس السواحل الإيطالي. ونقلت توابيت الموتي لإجراء مراسم الدفن. وفي نوفمبر/تشرين الثاني أنهت إيطاليا عملياتها التي تعرف باسم "مير نوسترام" التي أطلقتها السلطات في أكتوبر/تشرين الأول 2013 استجابة لمأساة وقعت قبالة سواحل لامبيدوزا راح ضحيتها 366 شخصا. حرس السواحل الإيطالي أنقذ العشرات من الضحايا ويجري الاتحاد الأوروبي حاليا عمليات رقابة على الحدود تعرف باسم "تريتون" تعمل بالقرب من السواحل الأوروبية وتضم عددا قليلا من السفن. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إنه كان بالإمكان إنقاذ الكثير من الضحايا في الكارثة الأخيرة. وقال ليونارد دويل، المتحدث باسم المنظمة :"نعتقد إنه كان بالإمكان بكل تأكيد تفادي حدوث الكارثة إذا توفر أسطول أفضل لعمليات الإنقاذ أو وجود قوة مهام على الأرض." وأثار قرار إنهاء عمليات "مير نوسترام" تحذيرات بأن ذلك قد يفضي إلى وقوع المزيد من الضحايا. لكن بعض الدول الأوروبية، من بينها بريطانيا، قالت إن خدمات الانقاذ قد تشجع المزيد من المهاجرين على خوض التجربة. وقال دويل :"أسطول الإنقاذ في البحر المتوسط المعروف باسم مير نوسترام غير موجود هناك على الإطلاق بسبب قرار سياسي اتخذ بأن ذلك قد قد يؤدي إلى تشجيع المهاجرين على عبور البحر المتوسط." أكثر كارثية من جانبها، قالت وكالة الحدود الأوروبية، المعنية بتنفيذ عمليات تريتون، إنها تبذل قصارى الجهود لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا. وقالت المتحدثة إيوا مونكيور :"تكليفنا كوكالة هو الرقابة على الحدود." وأضافت أن عمليات تريتون علقت أنشطة الرقابة على الحدود في حالة الضرورة لإجراء عمليات البحث والإنقاذ. لكنها شددت على أن عمليات تريتون لا تهدف إلى أن تحل محل "مير نوسترام". تقول المنظمة الدولية للهجرة إنه كان بالإمكان إنقاذ الكثير من الضحايا في الكارثة الأخيرة وقالت المفوضية إن نحو 3500 شخص لقوا حتفهم في مساعيهم لعبور البحر المتوسط وصولا إلى أوروبا في عام 2014، وهو ما جعله أكثر البحار خطورة من حيث عبور المهاجرين. وجرى إنقاذ ما يربو على 200 ألف شخص في البحر المتوسط خلال نفس الفترة، معظمهم كان بواسطة العمليات "مير نوسترام". وحذرت المنظمة الدولية للمهاجرين من احتمال أن يكون عام 2015 هو العام الأكثر كارثية من حيث وقوع غرقى، وأشارت إلى أن الحادث الأخير تصدر أكثر الحوادث من حيث القتلى في البحر المتوسط منذ بداية العام، مقارنة بمقتل 27 شخصا خلال نفس الفترة العام الماضي.