سيطرت القضايا الدينية على النشاط الصيفى لنواب الإخوان فى مجلس الشعب، واستخدم نواب الجماعة أدواتهم الرقابية الصيفية المتمثلة فى الأسئلة العاجلة والتى يأتى الرد الحكومى عليها كتابة فى إثارة أكثر من قضية دينية، فبعد أن خاض نواب الإخوان حملة ضد فاروق حسنى وزير الثقافة بسبب ما أسموه منح جوائز الدولة التقديرية لمن يسيئون للإسلام، فتح نواب الإخوان النار على شيخ الأزهر على خلفية جلوسه على مائدة واحدة مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى مؤتمر حوار الأديان الذى عقد أخيرا بكازاخستان. ووصف الدكتور حمدى حسن أمين الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان تصريحات شيخ الأزهر والتى وصف فيها من انتقدوا جلوسه مع «الإرهابى» بيريز بأنهم جبناء ومغرضون ومصابون بالهوى، بأنها تصريحات تخالف الآداب الإسلامية المتعارف عليها، وأشار حسن إلى أن شيخ الأزهر تبرأ للمرة الثانية من مصافحة بيريز بسذاجة مرفوضة على حد وصفه، «وأضاف» هذه المرة قال مولانا الإمام الأكبر إنه لم ير وجه بيريز ولم يكن يعلم أنه موجود» وعلق ساخرا «هى الدنيا كانت ضلمة ولا إيه يا مولانا». وواصل حسن هجومه على شيخ الأزهر قائلا «حينما سألوه عن العلاقة مع إيران قال إنه لا يتحدث فى السياسة إلا أنه أضاف بعد ذلك أنه قد يقبل الحوار مع إيران إذا قامت بإزالة صورة قاتل السادات من الميادين العامة». وتساءل حسن كيف يقبل شيخ الأزهر الحوار مع السفاح بيريز قاتل الأطفال ويرفض الحوار مع علماء إيران المسلمين «ووصف حسن فى سؤال برلمانى تقدم به لرئيس الوزراء تصرفات شيخ الأزهر بأنها تمثل إهانة للشعب المصرى والشعوب العربية وإهانة لكرسى المشيحة نفسه». وطالب حسن رئيس الوزراء بتعيين متحدث إعلامى بمشيحة الأزهر وأن يتوقف فضيلة الإمام الأكبر عنا الإدلاء بتصريحات صحفية. فيما اتهم النائب الإخوانى على لبن الدكتور سيد طنطاوى بارتكاب مخالفات مالية بحق الأزهر، مؤكدا أن شيخ الأزهر خالف اللوائح المالية للأزهر بتكريمه لأوائل الثانوية الأزهرية من صناديق مجالس الآباء، بالإضافة إلى توجيهه الأموال المخصصة لحفظ القرآن والكتاتيب إلى بناء المعاهد الأزهرية، وهو ما اعتبره لبن مخالفة صريحة للوائح المالية التى تحظر استخدام بند مكان بند آخر. وقال لبن «كان من المفترض أن يتم تكريم أوائل الثانوية الأزهرية من ميزانية الدولة أسوة بأوائل الثانوية العامة»، وطالبه بعدم اقحام نفسه فى المسائل المالية التى ليست من اختصاصه، على حد قوله. ويبدو أن القضايا الدينية سيطرت على النشاط الصيفى لنواب الإخوان، فبعد الحملة التى شنوها على فاروق حسنى، وزير الثقافة، بسبب جائزة الدولة التقديرية، قرر نواب الإخوان القيام بمعركة برلمانية لمناصرة الحجاب والمعركة هذه المرة لم تكن موجهة ضد فاروق حسنى وزير الثقافة ولكنها موجهة «للبكينى» ووزير السياحة. وفى هذا الصدد تقدم عدد من نواب الإخوان بأسئلة وطلبات إحاطة عاجلة لرئيس الوزراء حول قرار منع المحجبات من نزول حمامات السباحة بالحجاب فى الفنادق الفايف ستارز، واعتبر بعضهم هذا القرار بمثابة وصمة عار فى جبين السياحة المصرية. وتوجه النائب فريد إسماعيل بسؤال عاجل لوزيرى السياحة والتنمية المحلية حول شروع بعض الشواطئ بالإسكندرية فى منع دخول المحجبات إلى هذه الشواطئ، ووضع شروط للنزول بمياه تلك الشواطئ ومنها ارتداء المايوه البكينى. ووصف إسماعيل هذا الأمر بأنه يمثل تعديا سافرا على الحجاب والمحجبات وأنه سيعمل على نشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة على حد قوله. وأشار إسماعيل فى سؤاله العاجل إلى أن شواطئ العجمى والفردوس وميكا بالإسكندرية رفعت شعار لا للمحجبات، ووضع القائمون على إدارة هذه الشواطئ لافتات مكتوب عليها «ممنوع دخول المحجبات». وتبع إسماعيل زميله النائب الإخوانى محمود مجاهد، وتقدم بسؤال عاجل إلى نفس المسئولين السابقين، واتهم وزارة السياحة بالتضييق على المحجبات فى المدن السياحية، وأشار مجاهد إلى أن المواطنة النرويجية المسلمة «كارلين بوستن» تم منعها من نزول حمام السباحة بفندق كارلوس بمرسى مطروح بالحجاب، وبررت إدارة الفندق تصرفها بأن التعليمات الصادرة عن وزارة السياحة تمنع المحجبات من دخول حمامات السباحة فى الفنادق ذات الخمس نجوم وتشترط ارتداء «البكينى» لنزول المياه على حد قول مجاهد، معتبرا هذا التصرف وصمة عار فى جبين السياحة المصرية.