دائما كانت السينما الأمريكية تُتهم بندرة وجود النساء خلف الكاميرا، حتى اعتبر ذلك مشكلة صناعة السينما الأمريكية المنهجية والتى لن تنتهى. وظهر ذلك بشكل خاص العام الماضى حيث عانى الانتاج السينمائى من الفقر الشديد فى الظهور النسائى، حتى إن المخرجة الأكثر شهرة العام الماضى «افا دوفيرناي»، والتى أخرجت فيلم «سيلما»، وجدت نفسها خارج نادى الفتيان والمقصود به المنافسة على جائزة الأوسكار أفضل مخرج، ذلك وفقا لما نشره موقع مجلة هوليوود ريبورتر. لكن جاءت الأيام الأولى من مهرجان صندانس السينمائى، والذى بدأت فعالياته فى 22 يناير ويستمر حتى 1 فبراير، كتصحيح لتلك النقاط القاتمة، فعرضت به بعض الأعمال أخرجتها نساء، ونظرا للموجة الأخيرة من التفكير فى «مشكلة امرأة هوليود» فى المجال السينمائى كان انتشار المخرجات والممثلات خلال الجزء الأول من المهرجان له تأثيره المبهج على الحضور وحصل على تعليقات كثيرة. وقال مدير المهرجان جون كوبر إن حوالى 32 % من الأفلام التى تعرض فى هذه النسخة من المهرجان تخرجها نساء، مشيرا إلى أن هناك عاطفة ودراما بشكل زاد فى العديد من أفلام هذا العام وأغلبها سنرها فى افلام لمخرجات أو فى الأدوار النسائية الرئيسية فى الأفلام. ومن بين تلك الأفلام الفيلم الوثائقى «ماذا حدث آنسة سيمون؟» إخراج ليز جاربص وهو عن المغنية نينا سيمون، و«النوم مع الآخرين» وهو تأليف وإخراج ليسلى هيدلاند، أما البطولة النسائية فبينها سارة سيلفرمان التى تشارك بفيلم «I Smile Back» ويدور حول لانى روكس التى تفعل الكثير من الأشياء السيئة وهى متزوجة ولديها أطفال ولكنها تتناول المخدرات، تقيم علاقات مع الرجال وقتما تشاء، تختفى عندما تريد والآن بعد أن أصبحت عائلتها على وشك الانهيار تقوم بمحاولة فدائية أخيرة يائسة. وتميزت الممثلة الأمريكية جريتا جيروج فى قيامها بدورها فى فيلم «عشيقة امريكا»، أيضا الممثلة الاسترالية تونى كوليت التى تشارك فى بطولة فيلم « أرض الزجاج» أو «glassland» وهو يحكى قصة سائق تاكسى يدخل عالم الاتجار بالبشر بينما كان يحاول انقاذ والدته من الإدمان وهو الدور الذى تلعبه كوليت. وهناك فيلم «ستوكهولم، بنسلفانيا» تاليف وإخراج نيكول بيكويث، وبطولة ساويرسى رونان وسينثيا نيكسون، ويدور حول امراة شابة اختطفت عندما كانت طفلة وعندما تعود إلى عائلتها بعد عشرين عاما تجد أنها بالكاد تتذكر الماضى وتصارع من أجل أن تشعر أنها فى منزلها. وتضم ايضا الأدوار النسائية البارزة فى المهرجان النجمة نيكول كيدمان التى تشارك بالفيلم الاسترالى Strangerland او «أرض الغريب» للمخرجة كيم فارانت، ويدور حول عائلة يختفى طفلاهما المراهقان فى الصحراء مما يثير الشائعات المثيرة للقلق من ماضيهم. ثم فيلم «يوميات فتاة فى سن المراهقة» والذى تدور أحداثه فى فترة السبعينيات حول فنانة فى سن المراهقة تعيش فى سان فرانسيسكو تدخل فى علاقة غرامية مع صديق والدتها، وهو للمخرجة مارييل هيلر. ولا يمكن أن ننسى ميليسا راوخ التى قامت ببطولة وساعدت فى كتابة فيلم الافتتاح «البرونزى» ويدور حول لاعبة جمباز حاصلة على الميدالية البرونزية يجب ان تكافح من اجل نجوميتها المحلية عندما تبدأ رياضية جديدة فى الصعود فى المدينة.