الخلافات الزوجية.. الخيانة.. فتور العلاقة وانخفاض الرغبة.. كل تلك الظواهر تؤدي في النهاية لشيء واحد.. الانفصال أو الطلاق.. وتعصف بأحلام المحبين في السعادة الأبدية، الوصول للنهاية السعيدة ليس نهاية المطاف، ولكن هل سألت نفسك كيف تكون النهاية السعيدة بداية لحياة سعيدة دائمة؟ الكاتب الفرنسي «جيرار لولو» يتناول في كتابه «الحب للأبد» كيفية الحفاظ على العلاقة الزوجية لتكون علاقة دائمة بين محبين، ويلقي الضوء على المعنى العميق لكلمة «إلى الأبد» حلم كل العاشقين. نظرًا لطبيعة عمل الكاتب كخبير في الصحة الجنسية، فقد تمكن من خلال قصص مرضاه اكتشاف الأسرار العشرة التي تساعد على الاحتفاظ بالعلاقة والحفاظ على وهج الحب حتى آخر العمر ولخصها فيما يلي: 1 – الحفاظ على الاستقلال: عندما نحب نعتقد بضرورة الانصهار في الآخر.. وهي فكرة جميلة في حد ذاتها، ولكن يصعب تحقيقها في الواقع.. لذلك ينصح المحبين بأن يحتفظ كل طرف بهويته، ولا يسعى لمثل هذا الانصهار إن كان يرغب في الاستمرارية. النصيحة: إذا كان لكل زوجين حياة مشتركة تشمل اقتسام نفس البيت وتربية الأولاد والعلاقة الحميمة فهناك حياة خاصة لكل طرف يجب احترامها والحفاظ عليها من الطرف الآخر؛ لأنها تقوم بتغذية الحياة المشتركة وتشمل الهوايات من رياضة ورسم مثلا، والأصدقاء والنشاطات الاجتماعية. وعندما يحافظ كل طرف على ما يحب يتولد مجال للحوار والمناقشات وتبادل الآراء وبالتالي يسهل القضاء على ظاهرة الخرس الزوجي التي تصيب الحياة الزوجية في مقتل. 2 – التواصل: تبادل الآراء والحوار بين الزوجين عنصر أساسي في تغذية العلاقة بينهما، فانغلاق كل طرف على نفسه وعدم الاستماع للآخر يخلق نوعًا من الفجوة والجفاء بينهما وينتهي بهما الأمر في النهاية للشعور بأن الطرف الآخر ليس إلا حجر عثرة في طريق سعادته. النصحية: لا بد من أن يتعلم كل طرف كيفية التعبير عما بداخله.. عبر عن أمنياتك.. مخاوفك.. أحزانك حتى يفهمك الطرف الآخر.. فلا تنتظر دائمًا أن يشعر بك الآخر حتى لو لم تفصح عما بداخلك.. ولكن اعلم جيدًا أن التعبير عما نشعر به يتطلب أيضًا الإنصات لمن يبوح بما فى داخله.. 3 - إضفاء معنى للعلاقة: العلاقة بين أي اثنين أمر معقد للغاية.. كثيرًا ما تتسبب انتقاداتك لشخصية الآخر في إحساسه بالإحباط، وقد تؤذي مشاعره، مما يولد بينكما الضغينة بدلا من المحبة.. لكل منكما عيوبه نعم ولكن لكل منكما أيضًا مميزاته، فالتركيز على العيوب قد يجعلك لا ترى المميزات. النصحية: الرباط الذي يجمعك بالآخر شديد الحساسية.. كثرة الانتقاد قد تؤدي لقطع روابط المحبة بينكما.. ابحث أولا عن معنى لما يحدث بينكما.. كلاكما يدخل إلى عالم الآخر محملا بعقد طفولته والخوف من الطرف الآخر.. التمس له الأعذار ولا تستحي من ردود أفعالك ولا تندهش أيضًا من ردود أفعاله، حتى يمكنكما الاستمرار معًا. 4 – إثراء العلاقة: السعادة في العلاقة الحميمة بين الزوجين وقدرة كل طرف على إشباع رغبة الطرف الآخر هي حجر الأساس في العلاقة بين الزوجين.. كما يساعد الجسم على إفراز الهرمون المسؤول عن الارتباط بالآخر. ولكن العلاقة الحميمة لا يقتصر معناها عن الجنس فقط ولكن أساسها المودة والتعاطف. النصيحة: ابتعد عن الأنانية خاصة في العلاقة الحميمة.. نعم أنت تبحث عن إشباع رغبتك، ولكن لا تنس أن للطرف الآخر أيضًا رغباته التي ينبغي إشباعها بالوصول لحل يرضي الطرفين. الجنس لا يقتصر على فكرة الجماع، ولكن مقدمات الجنس هي التي تؤجج الرغبة وتقضي على الرتابة وتحمي الجسم من الإصابة بالبرود. 5 – الحفاظ على الرغبة: انخفاض الرغبة في الآخر وعدم تأجج العواطف بينكما كما كانت في أول العلاقة تدق أول أجراس الإنذار في تفكك العلاقة بينكما وبداية الفتور.. لا تعتمد على فكرة ضمان المحب لمحبوبه فيجب عليك المحافظة على رغبة الآخر في حبك فالأمر يتطلب بعض المجهود. النصيحة: الاهتمام بالمظهر وأن تكون دائما فتى أحلام حبيبتك وأن تكوني دائمًا الجميلة في نظره، أمر يتطلب بذل الجهد.. تزين لها كما تتزين لك.. التغيير في الروتين حتى في العلاقة الحميمية مهم للحفاظ على وهج العلاقة بينكما. المفاجآت الجميلة بينكما مطلوبة حتى لا يفقد الطرف الآخر لذة الاندهاش. 6 - قليل من التنازل: التنازل من أجل إسعاد الآخر هو أساس المحبة بينكما.. أثناء الخلافات يبحث كل طرف على فرض رأيه وسيطرته على الآخر والنتيجة دائمًا تكون سلبية. رأيك قد يكون مخالفًا لرأي غيرك هذا أمر طبيعي فالبشر وإن كانوا أخوة لا يتشابهون. النصيحة: في الخلافات لا تبحث دائمًا عن الطرف الخاسر والرابح ولكن حاولا دائمًا الوصول لمنطقة اتفاق مشتركة بينكما حتى لو كان بها بعض التنازل من الطرفين. الحياة ليست أبيض وأسود ولكن الحرص على اللون الرمادي يساعد في حل المشكلات. 7 – تقبل التقدم في السن: الخوف من الشيخوخة والتقدم في السن يعمل على فشل العلاقة على المدى الطويل. الخوف من أن يرى غيرك أفضل منك أو أن تفقدي رونقك في عينيه يشعرك بالحزن والخوف من الغد يفقدك لذة الاستمتاع باليوم. النصحية: تأكدي أن العلاقة بينكما تفقد مع الأيام جانبها السطحي الخارجي القائم على الشكل وليس الجوهر.. ويبقى الجوهر أساس العلاقة ويزيد من الارتباط بينكما التفاهم والعقل والحنان، إن العلاقة بين الزوجين هي علاقة أعماق وليست علاقة وجوه عابرة وشكلك في عينيه يعتمد على مدى اهتمامك بصورتك في عينيه اولا. 8 – الدهشة: الدهشة مبدأ أساسي لإشعال الرغبة.. أيام قليلة يبتعد فيها كل منكما عن الآخر في رحلة عمل أو مع أصدقائه تولد الاشتياق بينكما.. لذلك يجب دائمًا الحفاظ على جزء غامض في العلاقة يثير فضوله دائمًا. النصحية: الاستمرار يتطلب وجود رغبة دائمة في اكتشاف الآخر.. لا تقولي كل الحقيقة ولا تقصي القصة كاملة.. دعيه يكتشف بنفسه أجزاء تثير دهشته.. تقديم هدية بدون مناسبة.. دعوة مفاجئة على العشاء.. تدليله بلا سبب.. كلها أمور تثير رغباتكما.