دق الشتاء الأبواب بموسم برد، لا تزال أصداء أمطاره موزعة على عدة محافظات، ودخل بمتطلبات وسلع استهلاكية ومعمرة أساسية، فى مقدمتها الملابس والدفايات، التى زادت بنسب متفاوتة. «الشروق» رصدت فى جولة ميدانية على عدد من الأسواق التجارية بالقاهرة الكبرى زيادات بنسب تتراوح بين 5 إلى 10% على الأجهزة الكهربائية الخاصة بالشتاء مثل الدفايات بالإضافة إلى زيادة تتراوح ما بين 10 إلى 30% فى الملابس الجديدة والمستعملة. فى منطقة وكالة البلح التى تشتهر بملابس البالة المستعملة، شهدت حركة البيع والشراء انتعاشا نسبيا، بعد الانخفاض الملحوظ فى درجات الحرارة. إبرام شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره وقف أمام أحد المحال يحاول جذب الزبائن للمعروضات وتراوحت أسعار ملابس الأطفال ما بين 20 و75 جنيها لترتفع للشباب إلى ما بين 30 و90 جنيها، وهو نفس أسعار ملابس السيدات. يقول إبرام إن زيادة الأسعار ليست كبيرة فى الملابس المستعملة والسبب كان ارتفاع مصاريف النقل التى زادت مع زيادة أسعار البنزين، مشيرا إلى أن المواطن لن يلاحظ الفرق فى الأسعار لكونه ارتبط بزيادة فرز البضاعة وتصنيفها بحيث يتم تحميل النسبة الأكبر للبضاعة الأفضل والتى تبدو مماثلة للملابس الجديدة. وأضاف إبرام أن الإقبال على الملابس المستعملة يزداد كل موسم، مشيرا إلى أن هناك عائلات تفضل التسوق فى الوكالة لشراء احتياجاتها نظرا كونها مناسبة للميزانية التى يرغبون فى الشراء بها فضلا عن جودة الكثير من الملابس التى يكون جزء كبير منها مستوردا. على بعد أمتار وقف طارق صابر شاب عشرينى داخل محل يقوم ببيع الملابس الجديدة، انتظرناه لحين الانتهاء من الحديث مع عدد من زبائنه الذين قاموا بشراء ملابس جديدة بأسعار تراوحت بين 80 و350 جنيها. يقول طارق إن حركة البيع والشراء فى المحل جيدة، مشيرا إلى أن الزيادة فى أسعار الملابس تراوحت بين 5 و10 جنيهات للقطعة الواحدة فى المتوسط خاصة فى البضاعة الموجودة من العام الماضى. فى منطقة طلعت حرب زادت أسعار الأحذية بنفس نسب زيادة الملابس تقريبا بحسب لقاءات «الشروق» مع عدد من العاملين فى محال الأحذية، فازدادت أسعار الأحذية الجلدية بنسب تراوحت بين 10 إلى 30 جنيها فى الحذاء الواحد وهى الزيادات التى جاءت النسبة الأكبر فيها على الأحذية الشتوية الثقيلة وبررها التجار بزيادة أسعار الجلد. يقول إبراهيم طلبة العامل بأحد محال طلعت حرب، إن الزيادة جاءت على معظم الأحذية منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن كافة الأحذية الشتوية تم عرضها بزيادات الأسعار لكن الطلب عليها ليس كبيرا حتى الآن مضيفا أن معدلات البيع بالمحل لا تزيد على 100 قطعة باليوم وهو ليس كبيرا مقارنة بالأيام الأولى فى المواسم، مؤكدا أنهم يعولون كثيرا على الأيام المقبلة لإنعاش حركة البيع خاصة مع منح الموظفين رواتب الشهر الجديد. أما سعد طه الذى يعمل فى محل أحذية آخر، فقال إن حركة البيع ضعيفة بشكل عام منذ فترة طويلة لكن الفترة الحالية مرضية لهم مقارنة بغيرها خاصة أن نقل الباعة الجائلين أمام المحال جعل لديهم فرصة أكبر للترويج لبضاعتهم والتفرغ لعملية البيع وليس للمشاكل معهم. فى أحد الأسواق التجارية الكبرى بمدينة 6 أكتوبر وقف رضا شاب فى العشرينات من عمره يجيب على أسئلة رواد المول التجارى الشهير عن أسعار الدفايات المختلفة من الماركات الشهيرة، بينما برر الزيادة فى أسعار عدد منها بوجود موديلات جديدة من الأجهزة. يقول رضا أن أسعار الموديلات القديمة من الدفايات زادت بنسبة بين 5 إلى 10% ضمن الأسعار الجديدة التى تم وضعها عليها بعد طرحها للجمهور قبل شهر تقريبا، موضحا أن الفارق بين الموديلات الحديثة والقديمة يتراوح بين 30 إلى 60 جنيها فقط بحسب النوع والماركة، مضيفا أن حركة بيع الدفايات بشكل عام تشهد تراجعا فى السنوات الماضية.