طلبت اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية من المملكة العربية السعودية بتحويل تدابير الصحة العمومية، التى أوصت الحلقة العملية الاستشارية الدولية التى عقدت فى جدة فى الفترة من 27 الى 30 يونيو الماضى باتباعها فى الحج والعمرة، إلى اشتراطات للحج والعمرة لهذا العام. وهذه التدابير هى منع كبار السن ممن تزيد أعمارهم على 65 عاما والأطفال أقل من 12 عاما والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكر والقلب والكبد والكلى وغيرها من أداء الحج والعمرة. ولم تعلن السعودية حتى الآن التزامها بهذه الاشتراطات، وفى هذا السياق قال زياد ميمش مساعد نائب وزير الصحة لشئون الطب الوقائى ومكافحة العدوى السعودى لوكالة رويترز أمس: «إن الأمر فيما يتعلق بمنع كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة من الحج والعمرة حاليا بيد السلطات الأعلى كى تصدر موافقتها عليه»، فى إشارة للعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأصدرت اللجنة أمس بيانا تفصيليا دعت إلى وضع استراتيجية وطنية للتطعيم ضد وباء إنفلونزا الخنازير، بما فى ذلك توزيع اللقاحات مع مراعاة الخصائص القطرية، وطالبت بترشيد استعمال الأدوية المضادة للفيروسات وذلك لتقليل فرص نشوء المقاومة لها. وشددت اللجنة على تقوية قدرات السلطات التنظيمية الوطنية على تسجيل وترخيص اللقاحات وترصدها بعد تسويقها، ودعت إلى النظر بعناية فى أنواع التدابير غير الدوائية وإعطاء الأولوية لاستعمالها بناء على تطور الجائحة والمرحلة التى بلغتها. وأوصت بوضع استراتيجية للإبلاغ عن المخاطر باعتبارها جزءا لايتجزأ من خطة المواجهة الوطنية وضمان اشتمال الاستراتيجية على إبلاغ رسائل منتظمة إلى عموم الناس ومهنيى الرعاية الصحية تتسم بالقوة والاتساق وسهولة الفهم وإمكانية التطبيق. وكذلك اتخاذ تدابير لمكافحة العدوى متوافقة مع الاستراتيجيات المعمول بها حاليا فى نظم الرعاية الصحية. ودعت اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط إلى تقوية ودعم نظم الترصد والمواجهة على الصعيدين الوبائى والفيرولوجى للتبكير باكتشاف ما يطرأ من تغيرات على الفيروس ورصد اتجاهات المرض إبان الوباء والاستمرار فى تبادل المعلومات والتنسيق مع مختلف الجهات، كما دعت إلى تقوية نظم ترصد الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والأمراض التنفسية الحادة الوخيمة. وطلبت اللجنة أيضا من المدير الإقليمى تشكيل لجنة فنية إقليمية تضم خبراء من دول الإقليم وأمانة المنظمة لدراسة وتحديث كل البيانات والمعلومات المتعلقة بتطور الجائحة والتغير الفيروسى والعمل على تحديد معايير مناسبة لقياس شدة الإصابة حتى تساعد الدول على اتخاذ مايلزم من إجراءات مستفيدة من التجربة المصرية فى هذا الصدد. وشددت اللجنة على ضرورة رصد تطور الوباء والدعوة إلى اجتماع عاجل فى حالة حدوث مستجدات مهمة تستدعى ذلك، بالإضافة إلى تنظيم لقاء تشاورى فى المملكة العربية السعودية مع رؤساء البعثات الطبية من أجل تنسيق تطبيق التدابير الاحترازية لموسم الحج والعمرة. وتشكيل لجنة خاصة لبحث إمكانية التزود المشترك باللقاحات المضادة لفيروس (إتش 1 إن 1) وإقامة علاقات شراكة فى مجال تصنيع هذه اللقاحات. وفى غضون ذلك، أعلن كيجى فوكودا مسئول منظمة الصحة العالمية المكلف بملف وباء إنفلونزا الخنازير أمس، أن الفيروس قد يصيب ما يقدر بنحو من 20 إلى 40% من التعداد العالمى أى أكثر من مليار شخص خلال عام أو عامين. ونقلت وكالة الأنباء «كيودو» اليابانية عن المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها، أن المحصلة العالمية للذين تأكد وأعلنت إصابتهم بفيرس «إتش 1 إن 1» بلغت 175 ألفا و585، من بينهم 1116 حالة وفاة.