- القاضى: حكمت بما يرضى ضميري.. والفرحة تعم قاعة المحكمة بعد النطق بالحكم - نظرات القلق تحولت إلى ابتسامات.. و«العادلي» يتبادل الأحضان مع مساعديه نظرات قلق وتوتر وترقب لمبارك ورموز نظامه بداخل قفص الاتهام، واختلاس نظراتهم إلى المنصة طوال حديث القاضى قبل النطق بالحكم، سرعان ما تحولت إلى نظرات ثقة وابتسامات علت وجوههم فور بدء القاضى النطق فى أحكام البراءة. دخل «مبارك» فى العاشرة من صباح الأحد، على سريره يرتدي نظارته الشمسية وزيا أزرق اللون تحته قميص وكرافته، صابغا شعره كعادته. جلس «مبارك» طوال نصف ساعة صامتا، وبدت عليه علامات التوتر والقلق فى البداية وبدأت يداه تتشابك يضعها تحت ذقنه ويسترق النظرات بين الحين والآخر، إلا أنه حاول أن يظهر عدم قلقه، وسرعان ما تحولت إلى نظرات ثقة وابتسامات بعد النطق بالحكم. وفي رفقة أبيهما دخل علاء وجمال مبارك، يسندان سرير والدهما وظلا طوال الجلسة صامتين، وإن بدا عليهما القلق، وارتدى جمال نظارة طبية وظل يدون بعض الملاحظات وأحيانا يتحدث مع والده. سبق ذلك دخول المتهم حبيب العادلى، مرتديا نظارته الشمسية برفقة مساعديه وجلسوا فى مقاعدهم. خلع «مبارك» نظارته أكثر من مرة ثم ارتداها ثانية قبل دخول القاضى، ثم وقف القاضي على المنصة ليقف المتهمون ويعلقوا نظرهم تجاه القاضى بانتظار الأحكام التى ستصدر. بدأ رئيس الجلسة المستشار محمود الرشيدي، الجلسة بإثبات حضور المتهمين، واستهلها بمقدمات تمهيدية للحكم، طالب فيها الرأى العام بعدم التسرع فى مناقشة الحكم والاطلاع على حيثياته أولا وذلك قبل أن ينطق بحكم البراءة. وبدا القاضى يناشد الرأى العام والموجودين بألا يتسرعوا فى الحكم عليه، وأكد أنه حكم بما يرضى ضميره. عم الهدوء والصمت القاعة بأكملها قبل النطق بالحكم وفور إعلان القاضى أنه سيطبق القانون ويحبس من يتكلم أو يبدي أي رد فعل على الأحكام التى سيتلوها، فمجرد تبرئته العادلي ومساعديه من قتل المتظاهرين لم ينطق المتهمون بكلمة، وبدت عليهم الابتسامة وتبدلت نظرات القلق إلى ثقة. كان «مبارك» فى ذلك الوقت يضع يديه على رأسه بانتظار الحكم فى الاتهامات الموجهة اليه إلى أن نطق القاضى بعدم جواز إقامة الدعوى ضده فاسترق نظرة إلى نجله جمال ثم ابتسم من تحت نظراته واستكمل إنصاته لباقى الحكم، والصمت يعم القاعة بالرغم من تضارب مشاعر الموجودين ما بين فرح للبراءة وحزن على ضياع حقوق شهداء يناير. بمجرد أن قال القاضى «رفعت الجلسة» ارتفع صوت الفرحة على الحزن، حيث كان أغلب الموجودين محامو المتهمين وبعض المؤيدين لمبارك، مثل الكابتن مصطفى يونس، والممثل تامر عبدالمنعم، وغيرهما، فيما اختفى محامى المجنى عليهم باستثناء محام واحد، والتزم الصحفيون الصمت عقب الحكم. وهتف مؤيدو مبارك «بنحبك يا ريس والحمد لله ظهر الحق» لمدة تجاوزت العشر دقائق، وتبادل العادلى ومساعدوه الأحضان ثم خرجوا من قفص الاتهام.