حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاحد الولاياتالمتحدة من مخاطر التعاون مع ايران لدحر المسلحين السنة الذين يحققون تقدما في العراق. وكانت اسرائيل قد عبرت غير مرة عن قلقها من ان يؤدي تمدد "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في العراقبالولاياتالمتحدة الى تقديم تنازلات لايران التي تعتبرها الدولة العبرية عدوتها الاولى في المنطقة. ولكن الولاياتالمتحدةوايران تجدان نفسيهما الآن تتشاركان هدف مساعدة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على دحر المسلحين، وبالفعل عقد ممثلون عن الجانبين الايراني والامريكي محادثات الاسبوع الماضي في فيينا حول الموضوع على هامش المشاورات الدولية بشأن برنامج ايران النووي. وقال نتنياهو لبرنامج "واجه الصحافة" الاسبوعي الذي تبثه قناة ان بي سي الامريكية "إن الذي نشهده في الشرق الاوسط اليوم في العراقوسوريا هو الكراهية الشديدة بين شيعة متشددين تقودهم ايران وسنة متشددين تقودهم القاعدة وداعش وغيرها." ومضى رئيس الحكومة الاسرائيلية للقول "كلا المعسكرين يعاديان الولاياتالمتحدة، وعندما يحارب خصماك احدهما الآخر لا ينبغي لك ان تدعم اي منهما بل تسعى الى اضعافهما معا." وقال "اعتقد ان اسوأ نتيجة يمكن ان تمخض عما يجري الآن هو ان يطور احد الجانبين - ايران في هذه الحالة - قدرة نووية. ستكون تلك غلطة مأساوية تضمحل امامها كل المخاطر الاخرى." واضاف نتنياهو "اعتقد ان هناك سبيلين ينبغي السير فيهما، الاول اتخاذ ما يلزم من خطوات لمواجهة تمدد داعش في العراق، والثاني منع ايران من بسط هيمنتها على العراق كما بسطتها على سوريا ولبنان." وختم كلامه بالقول "ينبغي عليكم (الولاياتالمتحدة) ان تعالجوا الجانبين، او بمعنى ادق، عليكم العمل على اضعاف الطرفين." "قرار مخز" على صعيد آخر، وصف نتنياهو في المقابلة ذاتها القرار الذي توصلت اليه الكنيسة المشيخية الامريكية لسحب استثماراتها في ثلاث شركات امريكية توفر الخدمات والمعدات للجيش الاسرائيلي والمستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة، وهو القرار الذي وصفه "بالمخزي." وكان زعماء الكنيسة المذكورة قد صوتوا باغلبية 310 الى 303 بسحب استثماراتها المالية من شركات كاتربلر وهيوليت باكارد وموتورولا التي تقدر ب 21 مليون دولار. وقال نتنياهو لأن بي سي "إنه قرار مخز جدا، فغالبية الامريكيين تتفهم ان اسرائيل هي منارة للتحضر والاعتدال." ومضى رئيس الحكومة الاسرائيلية للقول إنه بينما تعاني معظم دول الشرق الاوسط "من التمزق جراء الاحقاد الدينية والوحشية التي لا يمكن تصورها، فإن اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة التي تعلي حقوق الانسان وتحمي حقوق كل الاقليات بما فيها الاقلية المسيحية." ونصح نتنياهو زعماء الكنيسة المشيخية بالتوجه الى الشرق الاوسط والاطلاع على الاوضاع هناك عن كثب، إذ قال "تعالوا الى الشرق الاوسط، تعالوا لتطلعوا على حقيقة ان اسرائيل هي ديمقراطية محاصرة، ثم قوموا برحلة بالحافلات الى ليبيا وسورياوالعراق وشاهدوا الفرق." واضاف ساخرا "ولكن هناك نصيحتان اود ان اعطيهم اياهما، اولا تأكدوا ان الحافلات التي ستسافرون بها مدرعة، وثانيا لا تقولوا انكم مسيحيون." وكانت الكنيسة المشيخية قد قالت في بيان اصدرته قبل تصويتها على سحب الاستثمارات إن شركة كاتربلر تزود الجيش الاسرائيلي بجرافات يستخدمها لهدم بيوت الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، بينما تزود هيوليت باكارد السلطات الاسرائيلية بمعدات المراقبة الالكترونية ومعدات الاتصالات التي تساعدها في حصار غزة. اما موتورولا، فتزود اسرائيل بمعدات اتصالات ورقابة تستخدم في المستوطنات الاسرائيلية غير القانونية. وجاء قرار الكنيسة فيما تزداد حركة BDS (المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات) التي تستهدف اسرائيل قوة في الولاياتالمتحدة. من جانبها، قالت الشركات الثلاث إنها تأسف لقرار الكنيسة، مؤكدة التزامها بحقوق الانسان وبالتوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.