حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من "مغبة عدم تدارك الأوضاع في العديد من دول المنطقة، والتي تنذر بامتدادها إلى دول أخرى، وربما خارجها أيضًا، أخذًا في الاعتبار أن عددًا لا يستهان به من المقاتلين الأجانب منخرطون في الصراعات الدائرة في عدد من دول المنطقة". ونوّه الرئيس بأنه "يتعين الانتباه لكيفية اعتناق هؤلاء المقاتلين للفكر التكفيري في دولهم الأصلية، مستغلين بشكل سلبي أجواء الحريات التي تتيحها القوانين المعمول بها"، وأبدى "ترحيب مصر بالعمل على محاصرة الإرهاب في المنطقة من خلال جهد جماعي"، مشيرًا إلى أن "مصر طالما نادت بأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الشأن". وحذر من "ارتباط الصراع الدائر في العراق وسوريا وتأثير كل منهما في الآخر، فضلًا عن خطورة الأوضاع في ليبيا، أخذًا في الاعتبار طول حدود مصر الغربية المشتركة معها، والتي تتطلب جهدًا مضاعفًا لتأمينها والسيطرة عليها". جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، ومارك سيفرز، القائم بأعمال السفارة الأمريكيةبالقاهرة وبريك كومار، كبير مديري شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي. وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم خلال لقاء الرئيس مع كيري مناقشة الأوضاع الإقليمية، واستعراض الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا، لا سيما مع التطورات التي يشهدها العراق، ودور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) في هذا الصدد، حيث أعرب كيري عن تطلع بلاده إلى العمل مع مصر وعدد من الدول المعنية بالمنطقة لمحاصرة الإرهاب الذي تمددت خارطته في المنطقة، وبما يحول دون تحول النزاعات الطائفية إلى وقود لتأجيج الأوضاع في دول المنطقة المختلفة. وتابع بدوي أن كيري أعرب خلال اللقاء، الذي دام ما يزيد عن ساعة ونصف الساعة، عن اهتمام بلاده بدعم مصر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، وذلك مع اهتمام موازٍ بأوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية، حيث قال السيسي: إن "مصر عازمة على المضي قدمًا في استكمال إنجازات استحقاقات خارطة المستقبل"، مشيرًا إلى أنه "سيتم الإعلان عن البدء في إجراءات عقد الانتخابات البرلمانية قبل الثامن عشر من يوليو القادم". ولفت الرئيس إلى "حرصه على أن تتم بلورة تطلعات وطموحات الشعب المصري التي عبر عنها خلال السنوات الثلاث الماضية في أسرع وقت، استجابةً للثقة الكبيرة التي أولاه الشعب إياها". وأوضح السيسي أن انتخاب مجلس النواب الجديد يمثل خطوة أساسية نحو استكمال البناء التشريعي اللازم لتحويل نصوص الدستور إلى قوانين وقواعد ملزمة، لا سيما فيما يتعلق بجانب الحقوق والحريات، والتي يأتي في مقدمتها تمكين المرأة ومشاركة الشباب. ونوَّه بأن هذه الخطوات سيتم اتخاذها من أجل بناء مستقبل مصر الجديدة، الذي سيأتي معبرًا عن تطلعات أبناء الشعب المصري، والذي سيظل يحترم السلطة القضائية ويثق في نزاهتها ولا يتدخل في عملها.