سيطر المتمردون الإسلاميون على مدينة تكريت العراقية، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بعد سيطرتهم على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في البلاد. وتبعد تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين 150 كيلومترا شمال بغداد. وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قد تعهد بالرد على الجهاديين، وعقاب المسؤولين في قوات الأمن عن ترك الموصل في أيدي المتشددين. وينتمي المتشددون الذين هاجموا الموصل إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا باسم (داعش). ولكن هوية مهاجمي مدينة تكريت لم تعرف بعد. ويعد تنظيم داعش فرعا عن تنظيم القاعدة. وهو يسيطر الآن على مساحة كبيرة من الأراضي في شرق سوريا، وغرب العراق ووسطه، في حملة لإنشاء جيب للمتشددين عبر الحدود بين البلدين. دبلوماسيون أتراك وقد فر من الموصل نحو 500 ألف شخص عقب مهاجمة المتشددين لها. كما احتجز رئيس البعثة الدبلوماسية التركية في الموصل، مع 48 مسؤولا آخر، بعد مهاجمة المتشددين للقنصلية التركية في المدينة، بحسب ما ذكره مسؤولون أتراك. ثم تحرك المتمردون بسرعة إلى الجنوب، ودخلوا مدينة بيجي في وقت متأخر الثلاثاء. ولاتزال الاشتباكات الشديدة مستمرة في تكريت، حيث يقاتل عشرات المتمردين قوات الأمن العراقية بالقرب من مقر الحكومة في وسط محافظة صلاح الدين. وقال شاهد عيان لبي بي سي إن مسلحين دخلوا المدينة من أربعة اتجاهات مختلفة، وإنهم أشعلوا النيران في مركز للشرطة. ونقلت وكالة فرانس برس عن ضابط شرطة قوله إن تكريت سقطت بأيدي المتمردين، غير أن هذا لم يؤكد رسميا. وكان رئيس الوزراء، نوري المالكي، قد تعهد بقتال المتشددين. وطلب من البرلمان إعلان حالة الطوارئ في البلاد. وقال المالكي في خطاب متلفز إن ما حدث في الموصل ومحافظة نينوى "مؤامرة". وأضاف المالكي أنه لا يريد أن يوزع التهم على من أمر أفراد الأمن "بالانسحاب وتسبب في فوضى". وأشار إلى أن "من ترك مكانه ولم ينفذ وظيفته بطريقة جيدة سوف يعاقب، ومن قاوم سوف يكرم". وحث المالكي الوحدات التي لاتزال تقاتل على الاستمرار، وقال لسكان نينوى "لا تستسلموا. نحن معكم، الدولة معكم، الجيش معكم. ولن نخذلكم، مهما طال أمد المعارك". وقال المالكي إن "إرهابيين" قد "وفدوا إلى العراق لتطبيق ما يفعلونه في سوريا". وتعهد رئيس الوزراء ب"إعادة تنظيم قوات الجيش لتطهير نينوى من الإرهابيين، ومن يساعدهم"