تبدأ اليوم جلسات الاستماع إلى الدفاع في محاكمة قائد الجيش الصربي السابق، راتكو ملاديتش، في الاتهامات الموجه إليه بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. ويعد ملاديتش، البالغ من العمر 72 عاما، أحد أبرز المتهمين الذين مثلوا أمام محكمة الجنايات الدولية من يوغوسلافيا السابقة. وينكر ملاديتش ارتكاب الاتهامات الأحد عشر الموجهة اليه والتي تعود الى حرب البوسنة في الفترة من 1992 وحتى 1995. ويواجه الجنرال السابق اتهاما بلعب دور في المذبحة التي راح ضحيتها 7000 من الرجال والصبية المسلمين البوسنيين في سربرنيتسا. وتعد هذه المذبحة أسوأ الفظائع التي ارتكبت في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ووصف ملاديتش المحكمة التابعة للأمم المتحدة "بالشيطانية". ملاديتش و رادوفان كراديتش عام 1993. كلا الرجلين يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية ويقول الدفاع إن القائد السابق لم يكن سوى جنديا ينفذ الأوامر. كما وصف الدفاع ملاديتش بأنه وطني، صنع نفسه بنفسه، وحارب دفاعا عن شعبه. ويعتزم الدفاع أيضا رفض اتهام المدعي العام بأن الجنرال قاد حملة تهدف للتطهير العرقي في البوسنة، وفي المناطق غير الصربية، لتحويلها الى جزء من صربيا الكبرى. ومن المتوقع أيضا أن يشير الدفاع إلى أن ملاديتش يعاني من اضطراب في الذاكرة ويعاني من الخلط بين الحقيقة والخيال. وتقول آني هولغان، مراسلة بي بي سي في لاهاي، إنه على الرغم من انكار القائد الصربي السابق للاتهامات، الا أن كثيرين من الناجين من المذبحة يعتبرون ملاديتش مسؤولا عن معاناتهم. راح 7000 شخص من الرجال والصبية ضحية مذبحة سربرنيتسا وتقول مراسلتنا إن المحاكمة بالنسبة لهم تعد فرصة لسماع الحقيقة وتحقيق نوع من العدالة. وقد منحت المحكمة الدفاع مئتين وسبع ساعات لعرض وجهة نظرهم، وهو الوقت نفسه الذي منح للادعاء. ويمكن للدفاع استدعاء أي عدد من الشهود. وكانت القوات الصربية اقتحمت عام 1995 المناطق الآمنة التي كانت تحت رعاية الأممالمتحدة في منطقة سربرنيتسا، وقتلت رجالا وصبية مسلمين كانوا موجودين في المكان. وكان راتكو ملاديتش هو الجنرال المسؤول عن هذه القوات. وتم القاء القبض على ملاديتش عام 2011 شمالي صربيا بعد ان اختبئ هناك تحت اسم مستعار لمدة 16 عاما. ويحاكم ايضا في لاهاي، بشكل منفصل، الزعيم الصربي السابق رادوفان كاراديتش الذي يواجه ايضا اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.