بدأت الاربعاء عملية خروج المقاتلين والمدنيين من الأحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص، بموجب اتفاق غير مسبوق اشرفت عليه الاممالمتحدة. ويتيح الاتفاق خروج 1200 مقاتل على الأقل وعدد من المدنيين من الاحياء المحاصرة للمدينة التي كانت تعد عاصمة الثورة ضد الرئيس بشار الاسد، مقابل ادخال مساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين من قبل المعارضين في حلب والإفراج عن مخطوفين لديهم. ويمثل الاتفاق نقطة لصالح النظام قبل شهر من الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو، والتي يتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه. وفي حال إتمامه، يكون النظام قد استعاد السيطرة على كامل أحياء حمص، باستثناء حي الوعر. وقال أبو الحارث الخالدي، أحد المشاركين في التفاوض ضمن وفد المعارضة، لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت، إن ثلاث حافلات على متنها 120 شخصا، خرجت قرابة العاشرة صباحا من أحياء حمص. وضمت الدفعة الأولى، بحسب الخالدي، مدنيين ومقاتلين بعضهم مصاب. وبعد الظهر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المقاتلين الذين خرجوا بلغ 400 مقاتل. وقال محافظ حمص طلال البرازي لفرانس برس، إن ثلاث قوافل خرجت من الأحياء المحاصرة. وأضاف «إذا كان الأمر ممكنا، ستخرج قافلة رابعة اليوم، على ان تستكمل العملية غدا الخميس». وتوجهت الحافلات إلى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كلم إلى الشمال من حمص، والتي تقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وبث ناشطون أشرطة مصورة لخروج المقاتلين من حمص ووصولهم إلى الدار الكبيرة. وأظهر أحد الاشرطة المصورة عند بدء الخروج، عددا من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يضع قبعة على رأسه، وهم يسيرون في صف منتظم للصعود إلى حافلتين خضراوين وقف بجانبهما عناصر من الشرطة السورية. وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة. وبدت في الشريط حافلة ثالثة، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الاممالمتحدة. وأظهرت أشرطة أخرى قال الناشطون إنها صورت في الريف الشمالي لحمص، وصول المقاتلين. وظهر في الشريط مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل ان يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين من نوع بيك اب. وبدا احدهم يستند إلى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على متن دراجاتهم النارية.